-A +A
مها الشهري
في كل خط فكري تظهر التناقضات والخلافات التي يتفوق أحدها على الآخر في بعض الظروف وتوافر البيئة المناسبة لها، والكثير من القضايا التي يظهر فيها اختلاف الرأي؛ فضلا عن حالة الاصطفاف التي تعبر عن نفسها إزاء كل قضية، يأتي المخالفون في استغلال هذه التطورات التي يغلب على ظهورها الجدل بمقياس جدواها من عدمه، كونها ظواهر جديدة ناشئة عن حالة كلاسيكية عامة، قد لا يتفقون معها في الأصل لكنها تخدم توجهاتهم، ثم يستخدمونها للضرب في خصومهم.

هناك بناء أساسي في كل قضية قد لا يبني عليه البعض عند تناول موضوع ما بالتحليل أو النقد، وإنما يستغلون الجدل عليه بالضرب في مصداقيته، بسبب استغلال القضية من قبل البعض الآخر ومحاولة تطبيقها بشكل خاطئ بوعي أو بجهل، كذلك يحاول الإقصائيون النيل من الآخر باستخدام المواقف الضدية التي ظهرت في فكر الجيل الحديث وخرجت عن كلاسيكية الفكرة الأساسية لتيار فكري معين.


بصرف النظر عن الحيثيات التي يختلفون عليها كتيارات تمثل نفسها في القضية الأساسية وبين ممارسات تحاول تطبيق المنهج بفكر وسلوك خارج عن المعتاد، لكن ما يهمنا هو تحفيز الفكر النقدي بالبعد عن الاصطفاف الذي يثير الانقسام بين الناس بطريقة لا تخدم أحدا.

يقع البعض في مأزق نفسي دون أن يدرك، فيصادق المختلف معه الذي يضر خصمه ليس حبا في قيمة الصداقة، وإنما لأنه يخدم توجهاته في إلغاء الآخر والسيطرة عليه، بالرغم من أن العدل والإحسان في القول والفعل مطلب، وتدعو إليه الأديان والمرجعيات الإنسانية والأخلاقية كركيزة وقيم أساسية نترجم منها سلوكياتنا وأساليبنا في التفكير، لكن الكثير وضعوها على الرف حتى يتفرغوا لنزاعاتهم الفارغة.

كاتبة سعودية