-A +A
حمود أبو طالب
الصحيفة الناجحة لا تتثاءب، وإن تثاءبت بسبب مستجدات اكتسحت الإعلام التقليدي وظروف عامة أدت إلى ركوده فإنها تستعيد صحوها وتحاول النهوض مجدداً لتأكيد حضورها وحيويتها وفاعليتها وتأثيرها وتنافسيتها. هذا ما تفعله صحيفة «عكاظ» باستمرار حتى قبل طفرة الإعلام الجديد، فقد اعتادت التجديد والتطوير عبر مراحلها، لكنها هذه المرة كانت تواجه تحدياً وجودياً، إما أن تستكين وتستسلم للموجة العاتية أو تقاوم بذكاء وإصرار وثقة لتستمر دماء الحياة والحيوية في شرايينها.

منذ فترة وهذه الصحيفة تشهد نشاطاً كثيفاً في أروقتها لكن دون صخب، وعصفاً ذهنياً دون ضجيج، يقوم به فريق عمل مسكون بالشغف والتحدي، ويقوده صحافي ماهر وجريء يملك القدرة على كسب الرهانات، رئيس التحرير جميل الذيابي، المايسترو الذي خلق انسجاماً بديعاً مع فرقته من عازفي «عكاظ»، وقرروا جميعاً أن هذا الاسم العريق لا بد أن يستمر في صدارة العمل الإعلامي في كل المراحل، بمواكبة التقنيات الحديثة للوصول إلى كل شرائح القراء.


البارحة دشنت «عكاظ» مشروعها التطويري الجديد الشامل في احتفالية كبيرة في الرياض عاصمة التجديد كأول صحيفة أو وسيلة إعلامية تحتفل ويحتفى بها في أكبر موسم ترفيهي تشهده عاصمة عربية، وبحضور حشد من رموز الإعلام وكبار المسؤولين ورجال الأعمال ووجهاء المجتمع، ولكي تطالع قراءها ابتداء من اليوم بحلة جديدة شكلاً ومضموناً تمثل فلسفة إعلامية متوثبة لمواكبة المملكة الجديدة وطموحاتها اللامحدودة، ولكي تجدد دورها في التنوير وتبني قضايا الوطن بأساليب المرحلة ومقتضياتها.

«عكاظ» التي دأبت على الحركة تدخل اليوم مرحلة جديدة في تأريخها العريق، لتثبت أن لا مستحيل من أجل بقائها منارة إشعاع فكري وإعلامي وثقافي. مبروك لـ«عكاظ» وللإعلام الوطني هذه الخطوة الجريئة الجميلة.