-A +A
منى المالكي
حفل مبايعة أهالي منطقة مكة المكرمة رسالة وطنية بامتياز مفادها «كلنا للوطن فداء» اشتركت فيها المرأة بكلمة ضافية بدأتها بتأريخ لمسيرة المرأة السعودية وعرفانها بجميل الوطن عليها، كما عددت مآثر بلادنا الطاهرة على عقلها وروحها اعترافا وحبا في ثرى وطني الحبيب, وأخيرا جددت البيعة بوصفها شريكا أساسا في بناء ورفعة الوطن، بهذا الموقف الرائع أحرقت المرأة السعودية كل المزايدات والمراهنات التي تقصيها وتهمشها، كما أنها ردت بقوة وعزم متسلحة بإيمانها بربها ثم بثقة ولاة الأمر برجاحة عقلها على من يدعي زورا وبهتانا أن زمانها قد انتهى !.
لم تكن المرأة السعودية فقط هي العنصر الفاعل في تلك الرسالة الوطنية، تكاتف وتعاضد جميع أبناء منطقة مكة المكرمة والذين هم جزء عزيز من النسيج الوطني الأغلى، سطروا بحروف من نور ردا حازما على من يعشقون جلد الذات، المحبطين الذين ماتوقفوا يذكروننا بأنهم أول من أنذر وتكلم وقال وفعل عن خطورة الطائفية والمذهبية وأننا نحتاج إلى معجزات كونية حتى نخرج مما نحن فيه !، حديث الإحباط والتخويف لايليق بالمجتمع السعودي، حديث العجز والاستسلام لايعرفه الإنسان السعودي، الوطنية والانتماء، الشجاعة والإقدام، الحزم والعزم هي أخلاق مجتمعنا الكريم الأبي، ولا يخلو مجتمع من المرجفين المحبطين الذين يجعلون من التفاصيل مصائب عظمى، وهناك في التفاصيل يكمن الشيطان !،

بلادنا الطاهرة تتعرض للإرهاب هذه حقيقة يعرفها الجميع، وسنجتازها بإذن الله تعالى وسننتصر بحول الله وقوته، كما انتصر أجدادنا في معركة التوحيد ولنا فيهم المثل والقدوة، وسلسلة التحديات لن تقف عند حد معين ولكن الرهان أن لا نجعل تلك التحديات محبطات لوطننا وأبنائنا ومجتمعنا، فالنصر حليف الأقوياء الصادقين مع أنفسهم وأوطانهم، وما تلك الشائعات والأقاويل الكاذبة إلا حجارة ندوسها لنعانق السحب. في هذا الوقت يبقى الوطن فوق كل قول كاذب خاطئ الرد عليه بأن يكون كل فرد منا يحمل هم أمن ونماء وطننا، كل في موقعه وبحسب قدرته، فالمعجزة الكونية بداخل كل إنسان وإنسانة سعودية تؤمن أن الوطن «ليس سؤالا تجيب عنه وتمضي، إنه حياتك وقضيتك معا» كما قال محمود درويش..