-A +A
منى المالكي
يعيش الإنسان السعودي حالة من الوعي القوي لما يدور حوله، فلم تعد تنطلي عليه الأكاذيب والشائعات التي تمس ثوابته الأساسية والتي من أهمها وحدة وطن ومصير، فمجرد التفكير بالمساس بها يحيل السعودي الغيور إلى لهب من نار في وجه المعتدي. الأحداث التي تلت التفجير الآثم في مسجد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قرية القديح بالقطيف اختبار صعب للوحدة الوطنية، نجح فيه السعوديون بامتياز مع كل مراتب الشرف، فقد توالت وفود العزاء من كل أرجاء المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم ولي العهد القوي الأمين الذي كان وما زال الرجل الحازم من مدرسة الحزم سلمان بن عبدالعزيز، حزم واع فيه لين مع من يدرك أن الوطن هو الرهان الأصعب، وقوة مع من يشعر ولو للحظة أن تجاوزه سيمر بسلام!
لا يمكن أن يراهن الآخر الحاسد على غيرة وحمية الإنسان السعودي تجاه أرضه وعرضه، فمهما كان الاختلاف بين مكونات الشعب السعودي طائفيا أو مذهبيا إلا أن ما يجمعهم أكثر بكثير مما يختلفون فيه، وهو اختلاف طبيعي والأصل البشري شاهد على ذلك، فالناس مختلفون دائما وهذا ما يثري الوطن ويدعم تقدمه، وما الأصوات النشاز التي تثير الاختلاف إلا عابرة في زمان عابر بهم لا يقف عندهم كثيرا ولا تجدي تلك الأصوات الناعقة في مسيرة شعب أكد أن الوطن وتلاحمه هو حماية له أولا في نفسه وماله وولده، كما أنه أمانة يحافظ عليها بروحه لتسلم للأجيال السابقة كاملة غير منقوصة.

الإنسان السعودي يرى المنطقة حوله بركانا يشتعل وهو في واحة أمن وأمان، ويعي كذلك أن الحاقدين الحاسدين لن يرضوا أن تكون بلادنا مأوى آمنا لنا ولأولادنا ونحن نحتضن أطهر بقعتين على وجه الأرض، هذا الوعي بالحسد والحقد حافز أكبر للسعوديين ضد المتربصين، وتفويت الفرصة عليهم هو المحك الحقيقي لأصالة الشعب السعودي الذي عاهد ولاة الأمر على حفظ ترابنا الأطهر الأغلى، وليعِ أولئك المنافقون أن بلادنا أسمى وأعز من أن تكون حلقة في سلسلة مؤامراتهم، دامت بلادنا منار الأمن والأمان.