-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
كانت عاصفة الحزم دفاعا عن أمننا، بل ووجودنا، وأمن المنطقة العربية كاملة، وصدا لمحاولات التغلغل الفارسي إلى المنطقة العربية عبر الأتباع والأذناب، كالحوثيين، وعبر المستفيدين من أصحاب المصالح، كأتباع الرئيس المخلوع صالح.
لم تكن عاصفة الحزم، ولن تكون أبدا، موجهة للشعب اليمني الشقيق، وقد فهم اليمنيون ذلك، ورأينا تأييدهم الواسع للعاصفة، وانشقاق كثير من القادة في الجيش اليمني، وانضمامهم إلى تأييد الشرعية، التي تسعي العاصفة لاقتلاع كل ما يحول دون ممارستها لمهامها.

لقد أدت العاصفة الهدف الرئيسي لها، من دك معاقل المتمردين والمخربين والعملاء، وقلمت أظافرهم، وهشمت أنيابهم، وصفت سمومهم، ومن ثم أعلن قادة التحالف وقف العاصفة، على أن تبدأ حملة «إعادة الأمل»، وهذا لا يعني وقف العمليات العسكرية تماما، وإنما تنفيذ عمليات نوعية ضرورية، لإتمام ما بدأته العاصفة، وحتى تتمكن من إعادة الأمل، إعادة الأمل في حياة مستقرة آمنة للشعب اليمني الشقيق، إعادة الأمل في استقرار المنطقة وهدوئها وأمنها.
وما بين العاصفة والأمل، ينبغي أن تعيد جميع الأطراف حساباتها، فعلى العملاء والأذناب وأرباب المصالح أتباع صالح، أن يستجيبوا للمبادرات العربية والدولية، والانصياع للغة الحوار، فالحوار سمة العقلاء، وسلوك المخاصمين الأوفياء لأوطانهم، وبلدانهم، عليهم أن يعوا جيدا أنهم أمام «يمنين» لا ثالث لهما : يمن سعيد موحد قوي آمن مستقر، ينعم أبناؤه بما يستحقون من ثمرات الاستقرار والهدوء، ويجني ثمار علاقات حسن الجوار مع الدول الشقيقة، ويمن دام ملتهب عاصف، بل ومقسم ومشرذم ومفتت، يكون مطمعا للأعداء، وألعوبة في يد من يظن البعض أنهم أصدقاء «وأولياء»، ولا أعتقد أن الطبيعة القبلية للشعب اليمني، التي عاشت تاريخها القديم والحديث في تآلف وانسجام، يمكن أن تضحي بالأمن والاستقرار، وأن تختار التناحر والاقتتال، فهذا ما يتنافي وتاريخها العريق، الذي منحها اسم «اليمن السعيد».
فليفكر العقلاء في إعادة تسمية بلادهم بما كانت تسمى به، وليفكر المخلصون فيما يحقق لهم مصالحهم في عصر لم يعد فيه فرصة وجود حقيقي للضعفاء، من دويلات مذهبية أو عرقية، على الجميع أن يفكر في «عودة الأمل» الأمل في الأمن والأمان، الأمل لأجيال يمنية قادمة في حياة مستقرة آمنة.
إذن، كانت عاصفة الحزم لإيقاف عملية «سطو» على الشرعية، وكانت لحماية الأغلبية اليمنية المسالمة، وكانت ردعا لمن تسول له نفسه ذات يوم بإعادة الكرة، وشق الصف اليمني.
وجاءت «عودة الأمل»، من أجل تصحيح ما أفسده العابثون والمتمردون والخائنون لأوطانهم وأمتهم، ولن تتخلى المملكة، ولا دول التحالف عن الشعب اليمني الشقيق، وسيثبت التاريخ ذلك.
ما بين العاصفة والأمل، يحتاج اليمن لدعم كبير، مادي ومعنوي، من قبل الأشقاء العرب، ومن قبل دول العالم، ولست بحاجة إلى أن أذكر الجميع أن في استقرار اليمن، استقرارا للعالم، فإذا كان اليمن لأنه عمق للأمن الخليجي والعربي، فإنه يعني العالم كله، لأسباب اقتصادية يعرفها الجميع.
ما بين العاصفة والأمل، نحتاج لصوت العقلاء، وجهود الأوفياء من أهل اليمن، فلا مكان للعملاء..