-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
لم تفصل الحدود يوما بين الشعب اليمني والشعب السعودي، وقد تمتع الإخوة اليمنيون دوما بعلاقات ومعاملات متميزة عن غيرهم من سائر الأشقاء المقيمين في المملكة، ومن ثم انتشروا وتواجدوا في ربوع البلاد، تاجروا وعملوا في مختلف الوظائف والمهن والأعمال، فالدماء العربية السارية في أجسادنا واحدة، والدين الرابط بين كياناتنا واحد، والامتداد الجغرافي الواصل بين البلدين واحد، بل والقبائل المنتشرة هنا وهناك واحدة.
عوامل الارتباط بين الشعبين إذن أقوى من عوامل الانفصال أو الانفصام، ومن ثم فإن أي مزاعم مضللة تسعى للوقيعة بين الشعبين مآلها ومصيرها الفشل حتما، ومحاولة استغلال الوضع الراهن لتعميق الهوة بين البلدين، ستبوء بالخسران المبين على أصحابها.

نعم، تتواصل هجمات «عاصفة الحزم» من دول التحالف العربي بقيادة المملكة، ولكنها ضد فئة باغية متمردة، وهم قلة، لمصلحة غالبية الشعب اليمني المسالم، ولأمن بلادنا، الذي هو جزء لا يتجزأ من أمن اليمن الشقيق. أما تلك الفئة الباغية، فهي تسعى لسلب إرادة الشعب اليمني، بل لتغيير عقيدته، وتعاونها أذناب رئيس خلعه شعبه وثار عليه، بل وحرقه، ولعل آثار هذه الثورة الشعبية لازالت باقية على وجهه وجسده. فهجمات التحالف إذن ليست موجهة للشعب اليمني، بقدر ما هي موجهة لحمايته من سيطرة لن تكتفي بالسيطرة على السلطة، وإنما هي تهدف إلى «الاستيلاء على العقيدة».
كلماتي هذه يعضدها الواقع، فالإخوة اليمنيون في المملكة، في كل ربوعها، لم يمسسهم سوء، ولم تتغير أو تتبدل المعاملة معهم على المستويين الحكومي والشعبي، فلم يطرد يمني من البلاد، ولم يفصل يمني من عمله، ولم يغلق متجر أو مطعم يمني في كل أنحاء المملكة. هذا من جانب، ومن جانب آخر، جاء موقف حكومة خادم الحرمين الشريفين بالالتزام بدفع مبلغ 274 مليون دولار، كمساعدات إنسانية عاجلة للشعب اليمني في ظل الظروف الحالية، وعن طريق الأمم المتحدة، ليؤكد صدق ما ذهبت إليه، من أن هجمات التحالف إنما هي ضد الفئة الباغية.
سيعرف الشعب اليمني قريبا صدق ما أقول، وسيعرف العدو من الصديق، وسيتأكد الشعب اليمني الشقيق من صدق الشعب السعودي وقيادته وحكومته وحقيقة موقفهم المساند لهم، والساعي لاستقرارهم وأمنهم، بل واستقرار المنطقة وأمنها، وعندئذ سيلعن ضحايا الإرهاب الحوثي كل من تآمر عليهم، وأفقدهم ذويهم، كما ستتكشف محاولات الوقيعة بين الشعبين الشقيقين.. وسنردد جميعا: «قتل الخراصون».