-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
من نعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد أن كتب الله في كتابه الكريم أن تكون آمنة مستقرة وهذه النعمة مقرونة بشكر العباد لله سبحانه وتعالى. لقد أحزنتنا وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي مهما سطرنا من كلمات أو قلنا من أقوال لا تفي بإنسانيته وعفويته، فقد عاش هذا الرجل على الفطرة التي تخرج من قلبه على لسانه دون تكلف أو تملق وبشجاعة وحكمة أشاد بها القاصي والداني. ثم إنه من نعم الله أيضا أنه عندما يموت قائد بهذا البلد يقيض الله له حاكما راشدا عادلا محبا لوطنه وشعبه وأمته كسلمان بن عبدالعزيز الذي اشتهر بحسن تربيته والمستقاة من مدرسة عبدالعزيز بن عبدالرحمن. نعم إن سلمان بن عبدالعزيز عرف عنه لقب العادل، حيث لا يطرق بابه شاك إلا وتجاوب مع شكواه بكل حرص، ولم ينشده مظلوم إلا وتولى بنفسه إنصافه والاقتصاص من الظالم. لقد اجتمعت بسلمان بن عبدالعزيز صفات القائد الناجح من فكر وثقافة وحنكة وإمارة، حيث إنها هي شخصية العصر التي تستطيع أن تتخذ القرار بشكل صحيح مع تحمل عواقبه وبدبلوماسيته وحسن أدبه يستطيع أن يكون العلاقات. وبالأحرى إن شخصية الملك سلمان شخصية ذكية تجيد التصرف بأي موقف. فالمحللون النفسيون ذكروا عنه ومنهم الدكتور جمال الطويرقي بأن شخصية الأمير سلمان هي الشخصية التي تستطيع إسعاد الآخرين ومساعدتهم باتصافها بصفات عدة. ولعل أجمل وأبدع صفة في مليكنا أنه خاتم لكتاب الله الكريم منذ صغره، قال تعالى «ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا» ثم إنه مرجع تاريخي وداعم للعلم والثقافة وقد أعجبتني مقولته للمثقفين «أنتم تتعبون ونحن نقرأ» قمة الدعم والدفع والتواضع وحسن اختيار الكلمات الجميلة للنفوس.
رحم الله حكامنا السابقين الذين خدموا وطنهم وشعبهم بكل حنكة وصدق، وأعان الله خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وولي ولي عهده، وحفظ هذا الوطن كل مكروه.