-A +A
منى المالكي
وسقطت الأقنعة! بطلت المزايدات! تمزقت آخر ورقة توت ظلت لفترات طويلة يحتمي خلفها أولئك الضعفاء الذين لا يؤمنون إلا بالقتل واستهداف الأبرياء مبررا لوجودهم، الآن أشرقت شمس الحق عن موقف شجاع وقوي لقيادتنا الحكيمة، القرار التاريخي الذي يجرم من ينتمي لمنظمات إرهابية أو تبني أفكار متطرفة تخل بأمن واستقرار بلادي لا مكان له بيننا الآن.
استغلال العاطفة الدينية لدى مجتمعنا السعودي الكريم هو ما أغرى الجميع أن يكون شبابنا الصادق حطبا لحروب لا راية لها، أمهاتنا الثكلى المحترقات على أبنائهن لم يكن في حسابات هؤلاء المزايدين، اللغط والصياح والعويل الذي كنا نسمعه ليلا ونهارا عن محارق بشرية لم تكن تعني إلا مزيدا من أجساد أولادنا الطاهرة وقودا لها، وكأن بلادنا ممر سهل أو قنطرة للوصول إلى مآربهم الدنيوية، أما مجتمعنا وتنميته وتقدمه فهو خارج حساباتهم تماما أصبحنا ــ مالا وشبابا ــ وكأننا مصابيح لضلالتهم الخبيثة.

المعركة انتهت الآن على الأقل علنا، المزايدات توقفت علنا أيضا، ولكن هؤلاء لا يعملون علنا إطلاقا، فهم يعلمون برفضنا لهم منذ زمن ولكن يظل «المنهج الخفي» ساري المفعول والرؤوس السوداء مبثوثة هنا وهناك، هنا تبدأ معركة أخرى لا يخوضها إلا المخلصون والمخلصات من أبناء هذا البلد الطاهر من أدرانهم وخبثهم، كيف؟ هنا تصبح الحلول واضحة للجميع كما جاء في الأمر الملكي الرائع بتلك اللغة القوية الواضحة البعيدة عن كل لبس أو تفسير أو تدليس أو اختباء خلف مفردات واهية استغلوها لفترات طويلة!
الحل يبدأ من المسجد والمدرسة والمجتمع بجميع مؤسساته مسؤول عن ذلك، لا بد أن نبدأ بالحوار الصريح والمفتوح والواضح حول هذه التنظيمات الفكرية، فعند تجفيفها أمنيا لا بد أن نبدأ في تجفيفها فكريا من خلال فتح قنوات المجتمع المتعددة للحوار حولها، وهو حوار لا يسمح بتبرير وجودها أو إعطائها مبررات، وإنما بالرد على مساوئها وفضح مخططاتها.
مشاركة مهمة دائما ما نغفلها وهي قريبة جدا من الشباب وتوصل ما نريده بأقل مجهود، ولكنها طريق ملغوم دائما من قبل تلك التنظيمات المتطرفة إنها طريق الفنون بأشكالها المتعددة من مسرح وسينما وتشكيل وأدب وثقافة حقيقية تقبل الكل وتتسامح معهم، هذه القنوات دائما ما نغفلها ولا نرصد لها ميزانيات تتناسب ودورها الكبير في استقطاب اهتمام الشباب وطاقاتهم الخلاقة، بل دائما ما نعاني من ميزانيتها الضعيفة التي ترصد لأمور أخرى تستقطب طاقات شبابنا، فنبدأ في الدخول لمتاهات أخرى!
الشباب طاقات هائلة لا بد من فتح مجالات تستقطب تلك الطاقات حتى نعيش معهم وبهم ولهم داخل بلاد طاهرة، وتحت ظل قيادة شجاعة واجهت وتواجه كل حاقد وحاسد بمثل ذلك الحزم الذي عشنا فرحته العارمة بذلك الأمر الملكي التاريخي، سلمت بلادي.