-A +A
منى المالكي
عاشت جدة قبل أسبوعين حالة انتظار لذيذ ومحير ومدهش، هذا الانتظار الذي أتى بفرح اتحادي عارم لا يشبهه إلا أمطار جدة الهادرة، الكل انتظر معرفة قائد مسيرة نادي الاتحاد السعودي العريق، النادي الذي جمع اتحادات جدة كلها وضمها إلى قلبه.
نادي الاتحاد ليس انتماء كرويا أو رياضيا فقط، نادي الاتحاد هو حكاية جدة بأسرارها وتنوعاتها واختلافاتها، تبدأ القصة من هناك من غوايات الهنداوية وعوالمها المغامرة حين بدأت أولى الخطوات لرسم ملامح نادٍ جمع بداخله جدة بكاملها، فخرجت من رواشين حارة الشام والمظلوم، مرورا ببرحة نصيف الأصيلة ألوان الفرح لتضيء سماء جدة، وامتدت خيوط الحكاية لتدخل كل بيت جداوي وتفضي بأسرار البحر والبحار لمن تحب، هذه جدة، وهذا الاتحاد، ثنائي لن تحب أحدهما إلا ولك مع الآخر أسطورة عشق لا ينتهي.
يتعجب الكثير من انتماء بل جنون الاتحاديين بناديهم الأثير، هذا العجب ينتهي لمن رأى تلك الحشود الهائلة أمام مقر النادي ليلة الانتخاب الأشهر تترقب إعلان رئيس نادي الاتحاد، ليلتها سهرت جدة تجدل ضفائرها تنتظر عريسها الذي ستزف إليه على صهوة حب جداوي أصيل، فأتى فارسها هذه المرة من هناك من شمال العشق الجداوي، التحف الوجد الاتحادي ورائحة البحر الذي ما زالت ملوحته شاهدة على انتمائه لذلك الكيان الكبير اتحاد جدة، هذا الفارس لم يخذل من أحبه، تقدم كعربي أصيل يراهن بقلب من ذهب على خطبة عشق الاتحاديين جدة عروس البحر الأحمر، فلم تخذله، قبلته وارتضته، فارتدت الزبون وبدأ الجسيس أولى أهازيجه.
سر الاتحاد هو في هذا التنوع الجميل والاختلاف الكبير بين من يحبونه اختلافا يثري ويدعم لا يزايد ولا يراهن، هناك في الاتحاد قصة جدة الحقيقية، حكاية اتحاد يقبل الجميع، تدثرهم جدة جميعا بحبها، لا تفرق بين بيوتات جدة العريقة وأبناء قبائلها الأصيلة، لا يوجد في اتحاد جدة عوالم مغلقة، الكل في حب الاتحاد سواسية، هذه جدة وهذا الاتحاد لمن يسأل عن هذا العشق الاتحادي.
لم تنته القصة هنا، الكرم الجداوي/ الاتحادي أتى بالبرشومي الشوكي من هناك من أعالي الجبال من الطائف بلد الشعر والورد والجمال ليحلق بعيدا بحبه وليبشر بالتنوع الثري الحضاري، فكانت أهزوجته المميزة بالوعد والوعيد لمن يقترب من اتحاد جدة دليل قوة الاتحاديين الأشاوس وشراستهم، كن اتحاديا لتكن جداويا هذه معادلة العشق الاتحادي.


للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 155 مسافة ثم الرسالة