-A +A
منى المالكي
يخطىء معظم الرجال عندما يصرحون أن غيرة جميـع النساء واحدة، وأن مصدر الغيرة وسببها هما حب التملك عند المرأة أو الشك في تصرفات الرجل أو حتى الغيرة من مزاحمة امرأة أخرى لها !.
الغيرة شعور راق وإحساس لذيذ بالحب ولكنها جحيم قد يحرق الجميـع إذا لم يستطع الرجل والمرأة تحويلها من حرائق إلى مصدر للدفء يلتف حوله الرجل والمرأة للمسامرة والحديث، فغيرة المرأة مدمرة في أغلب أحوالها كسيل عارم لا يبقي ولا يذر، ولكن من لم يحظ بهذا النوع من الغيرة فعليه أن يعلم أنه لم يحظ بالحب الأسمى، ومن المفارقات العجيبة هي أن الحب يولد الغيرة ولكن الغيرة الشديدة هي التي تـقتـل الحب !.

المرأة كائن غيور لا جدال في ذلك ولكن المرأة تـتفاوت في التعامل مع تلك النزعة، فهناك من تجعلها دافعا للتقدم في جميـع أحوال حياتها وهناك من تـتملكها الغيرة لتظهـرها مجنونة أو حمقاء لاتـعي ما تفعل، فتخسر في سبيل ذلك كونها امرأة أولا وإنسانة لها كرامتها التي تفوق غيرتها بكثير، فإذا شعرت أنك متلبس بالغيرة من إنسان ما لا تحبه، فطهـر أحاسيسك فقد تكون في حالة حسد وأنت لا تعلم، فأسوأ أنواع الغيرة غيرة الحقد !.
عندما تختلف أولويات المرأة فتجعل الرجل في رأس تلك القائمة، تبدأ تـتخبط وتحسب أن كل نظرة وحركة تصدر منه إنما هو إيـذان بدخول أخرى إلى عرش مملكتها، عندها تبدأ في الحصار والشك والتخطيط والصراخ لـرد العدو الغاشم !، فالمغالاة في الشك والغيرة له العديد من الأضرار النفسية والاجتماعية على علاقة الزوجين، ولكن أخطر ما يكون هو أن زيـادة الغيرة تدفع الرجل نفسيا إلى ما تخاف منه المرأة، لأنه نفسيا قد يتـم لفـت انتباهه لأمـر لم يكن فى مخيلتـه بالفعل.
وعلى الطرف الآخر أيضا الرجل وغيرتـه التي قد يخسر المرأة أيضا بعدم تحكمه في تلك المشاعر التي قد يرتكب حماقات بسبـبها، فالغيرة لدى المرأة اشتعال ولدى الرجل انطفاء !، فالرجل يغار على المرأة التي تحبه حتى لو لم يكن يحبها، بينما لا تـغـار المـرأة إلا على الرجل الذي تحبه فقط! .. وليظل التساؤل محـيرا: لماذا المتهـم الوحـيد بالغـيرة هي المـرأة دائـما ؟!.