-A +A
عبدالفتاح أبو مدين

• قالت ملكة فيلندا قبل عام ونيف من خلال قناة الجزيرة: «إننا لا نملك بترولا ولكننا نملك تعليما عاليا، فإذا أرتم الارتقاء فاهتموا بالتعليم».. وسمو وزير التربية والتعليم قال في عام مضى: إننا سننهض بالتعليم بعد «ألف يوم» وأقول إن شاء الله، إذا صح منا العزم.. ولعلي وأنا مشغول بالتعليم ورقيه، ذلك أننا نحب أبناءنا ونريدهم من الجنسين أن يصبحوا دعامات لوطنهم بعلمهم ونجاحهم، ومن مقومات التعليم كما لا يخفى على ذويه العاملين الفاعلين، إنهم في طليعة المقومات: معلم واع مخلص ومنهج قويم قوي لا يملأ أدمغة متلقي التعليم بزخم التلقين، فالتلقين مرحلة متأخرة مضى وقتها الرتيب المتعثر، والتعليم أمانة في كيان وزارتيه التعليم العام والتعليم الجامعي العالي، وما أثقل أعباء الأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال ــ أبين أن يحملنها ــ، وحملها «الإنسان»!.

• ولعلي أرجو بهذه الكلمة السريعة العابرة، وأنا أذكر: أن البدء من البداية «أرجو مخلصا أن نرى البدء الميسر من اليوم قبل فوات عام على قيادة وزارة التربية والتعليم الجديدة التي توشك أن ينسلخ عام من شأنها المجدد، يقوده أمير خليق أن يحقق لا أقول المستحيل وإنما سبل الارتقاء بالتعليم العام لأنه أساس لبنات كيان التعلم، فإنه إن صلح، صلح كيان التعليم المجدي، ويبقى بعد ذلك التعليم الجامعي، وإني من سنين خلت أمثل التعليم العام، فأشبهه ببناء عمارة، وأقول: بقدر الاهتمام بتنقية تربتها وقوة أعمدتها المسلحة وجدرها وسقوفها، بقدر الاهتمام المحقق لقوة البنية بقدر الاعتماد عليها ككيان لا يعروه الضعف والاهتزاز الذي يقوضه!.

• أريد اليوم قبل الغد من سمو وزير التربية والتعليم وأعوانه سواعده اليمنى أن نسمع منهم خطوات الشروع في إصلاح هذا الأساس الأول ــ التعليم العام ــ، أريد أن أقرأ خطوة هينة ميسرة، وهي أن يسلخ من منهج التعليم لطلبة وطالبات الثانوية ــ علمي ــ، أن يسلخ من المنهج كل مواد الدروس العربية، والإبقاء على دروس تخصص العلمي وهي: الفيزياء، والكيمياء والرياضيات واللغة الإنجليزية والأحياء.. وهذه الخطوة الميسرة لا تحمل الوزارة أية أعباء، بغية أن يكون منهج الثانوية ــ العلمي ــ متميزا، وأن يكون معلموه ومعلماته في مستوى النهوض القوي الشامخ.. وبهذه الخطوة التي كتبت من سنوات وتمنيت أن يتحقق هذا الإصلاح الذي يدعم ويعين طالب وطالبة الثانوية ــ العلمي ــ على التفوق في الامتحانات ولا سيما في آخر مرحلة الثانوية.. وأقول ما حاجة طلاب العلمي من الجنسين بمقرر الشعر الجاهلي العسير لغته وفهمه، وبقية الدروس العربية، ذلك أن الفريقين من الطلاب قد درسوها أعني دروس العربية عبر ست سنوات في الابتدائية وثلاث سنوات في مرحلة الإعدادية، ولكي نعينهم على النجح والتفوق في شهادة الثانوية، أن يفرغوا إلى متطلبات هذا التخصص! فهل أتوقع أن أسمع بشارة الأخذ بهذا الاقتراح الذي أريد به الإصلاح وحده والإفادة الناجعة التي تؤدي إلى قوامة متطلبات القوة في التحصيل المركز للتخصص العلمي وحده.

• وكلمة أخرى مهمة، وهي أن المناهج الدراسية ليست سلعة يمارسها غير أهليها فتكون أعباء الركون إلى الوراء، على حين أن الحياة غاذة السير بكل سبل التطور والرقي والتجديد لما يوائم الحال المتجددة فيها كل يوم مقومات التطور والرقي الحضاري بكل روافده ودعائمه، لأن في الأرض اليوم علوما كثيرة متجددة، ذلك أنها حياة الحياة.

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسـافة ثم الرسـالة