شكري المبخوت
شكري المبخوت
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
أكد الأكاديمي والروائي التونسي شكري المبخوت أنّ الكثير من النقاد والكتاب كتبوا عن إصداراته؛ لكنه ركّز على النقد السلبي لرواية «الطلياني» الفائزة بجائزة البوكر العربية بغض النظر عن شخصه وتجربته. وأضاف في اللقاء الذي نظمه نادي الأحساء الأدبي تحت عنوان: شجون القارئ وشؤون الروائي، وأداره الدكتور عبدالله آل حامد، أنه ينبه في البداية إلى أن القراء الذين كتبوا عن الطلياني كانوا متنوعين، وما لفت انتباهه أن وسائل التواصل ساهمت في التعريف بانطباعات القراء، ولعل ما يلفت في هذه التدوينات أنها أكثر عفوية، فليس فيها تنميق ولا تحفظ في كل عبارة، فالكاتب لا يستنكف في أن يطلق أحكامه جزافاً، لكننا نحتاج لدراسة هذه الآراء، بغية تحديد ماهيتها وأدواتها. ولفت المبخوت إلى أنّ سياق هذه الكتابات كان متوتراً، إضافة إلى أنّ الرواية حصلت على جائزة مرموقة وبين المادح والقادح نجد تطرفاً في الكتابة.

واستشهد المبخوت في ورقته، التي ذكر أنها ستكون كتاباً يحلل شجون القارئ وشؤون الروائي، بقراءة لشاعر تونسي عن رواية الطلياني في الفيسبوك اعتمد في كتابته على أنّ صاحب الرواية أكاديمي لذلك لم يجرؤ أحد على قراءة النص الروائي بجرأة، كما أشار إلى أنّ بناء الرواية كان تقليدياً في اعتمادها على الراوي العليم وبناء الخط الزمني وهذه الفكرة تكررت في قراءات عديدة إضافة إلى توظيف الجنس بفجاجة في الرواية، كما قيل وأنها تأتي في سياق الواقعية التسجيلية بحسب قراءة الشاعر التونسي الذي لن يذكر اسمه !


ودافع المبخوت عن روايته بأننا أمام قضايا فنية لا ينفيها وإن كان فيها آراء لصاحبها لكنها تدخل ضمن شجون القارئ وشؤون الروائي، فبناء الرواية بالنسبة له يستند إلى خطّ زمني دائري وليس خطياً كما توهم هذا الشاعر التونسي وما كتبه تعبير انطباعي يدل على خبرة غير كافية في القراءة لأنّ دور السرد أن ينظّم فوضى الأحداث والزمان.

وأكد المبخوت أنه اختار أن يكتب رواية كتلك التي أحبّ قراءتها وليس استجابة لشجون القارئ، كما أنه كتب بما يتلاءم مع رؤيته للأدب التي لا يراها إجماعاً ولكنه تفاعل ذوات واستجابة لما يطرحه الروائي.

كما أن الكلام في الراوي العليم تهشيم للسرد، فالطلياني ليس فيها راو واحد وفكرة الراوي العليم لا تثبت، فالقراءة انطباعية وليست تحليلاً للنصّ لأن الراوي ملتبس يصعب تصنيفه.

أما وصف هذا الشاعر للجنس بأن توظيفه كان فجّاً فالثقافة العربية لا تستحي من تسمية الأشياء بأسمائها، ولنا فيما كتبه الجاحظ والتوحيدي وقصائد أبي نواس وما كتبه الفقهاء أنفسهم في كتبهم بأريحية أكثر من هذا العصر، وكثير مما قيل عن الجنس في رواية الطلياني يمثل قراءة أخلاقية تمثل أزمة في علاقتنا بالجسد ونظرة طهورية كاذبة لا تنتمي إلى ذاكرتنا العربية الإسلامية. وفي الختام، أكد المبخوت أنّ هناك من ذهب في بعض القراءات إلى أنها سيرة ذاتية وهذا وهم لشعور القارئ بواقعية العالم الروائي ونجاح الرواية في الحديث عن الواقع التونسي في الثمانينات وهذه القراءات تعتقد أنّ السيرة الذاتية تفوق التخييل وهذا وهم، فالرواية تعبير عن جيل أنا منهم أو فئة مميزة داخل هذا الجيل.

يذكر أن اللقاء شهد العديد من المداخلات لأكاديميين ومهتمين كالدكتور عامر الحلواني والدكتور معجب العدواني والدكتور منصف شعرانه والدكتورة ميساء خواجة والمثنى الجابر والدكتور صغير العنزي والدكتور هاجد الحربي والدكتور ظافر الشهري.