عبدالجبار الرفاعي
عبدالجبار الرفاعي
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
أثار اللقاء الذي نظمه منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف، عن فلسفة الفقه، العديد من الآراء المختلفة والمتباينة حول أهمية هذه الدراسات في الفقه المعاصر، إذ أكد الدكتور عبدالجبار الرفاعي أهمية توطين فلسفة الفقه في المدارس الدينية. وأضاف في المحاضرة التي قدمها في المنتدى، أنّ فلسفة الفقه من الموضوعات الجديدة التي لا تزال لم تتوطن في المدارس الدينية، وأنها تعتبر من الفلسفات المضافة التي تدرس الفقه من خارجه ومهمتها البحث العقلي والعلمي في تحليل ومعرفة وتفسير الفقه. وأكد أنّ الفقه علم من العلوم التي أنتجها الإنسان، ويعتمد على الأدلة والقواعد في الأصول وما يرتبط بها من علوم الحديث واللغة، وأنّ علوم الدين محكومة بالخطأ والصواب، إذ تختلف فيها الاجتهادات وقد تتضارب فيما بينها بسبب عوامل كالثقافة واللغة والبيئة وكلها تؤثر على إنتاج الفقيه.

أما فلسفة الفقه فتعتمد على التكوين الرصين في الفقه وعملية الاستنباط الفقهي، وعلوم التأويل ومختلف علوم الإنسان وتطبيقاتها وأثرها في تحليل المدونة الفقهية. وذكر الرفاعي أنّ فلسفة الفقه تكشف أثر الرؤية الكلامية للفقيه، كما أنها ترفض فكرة حياد الفقيه الذي يعيش تحيزات مفروضة عليه وترتبط بثقافته ورؤيته وأنّ مثل هذه الأبحاث لا تمثل جورا على الدين، وإنما تفتح نافذة لفهم الدين بصورة تتناسب مع العصر الذي نعيشه، بدلا من الضيق الطارد والتقليدي الذي يفرض الكثير من المحرمات، مما يخلق تناقضات مستمرة مع متطلبات العصر، ويشكل ضغوطا على ذهنية الأجيال الجديدة.


وكان اللقاء الذي تجاوز الساعتين قد شهد اتفاقا واختلافا ما بين المشاركين والمحاضر في العديد من الرؤى التي طرحها، والتي اعتبرها البعض بأنها تجديدية وإصلاحية، بينما اتخذ البعض الآخر منها موقفا ناقدا كتوقيفية الأحكام القرآنية ومدى جدوى فلسفة الفقه في قضايا الأمة المعاصرة.