-A +A
وائل بن عبدالعزيز WAILBARDI@ - كاتب وروائي
على مر التاريخ؛ من اتسم بـ«التضحية» الخالصة لله تعالى يصنف ضمن عظماء البشر، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد البشرية خير مثال، بما قدم من تضحيات لتعم رسالته جميع أقطار الأرض.

إذن، فإن «التضحية» من أجمل السمات الفاضلة التي على الإنسان أن يتحلى بها، ولكن لا بد أن تكون في موضعها الصحيح، وإلا تسببت في المعاناة لصاحبها.


هذا يجرنا إلى سؤال: لماذا أضحي بسعادتي لينالها الآخرون؟، ولماذا أتنازل عما قسمه الله لي، بحجة أنهم محتاجون، ثم أعيش عقبها أسوأ لحظات الندم.

نحن للأسف، تربينا على الرضوخ والاستسلام في أمور كثيرة من حياتنا، ذلك يجعلنا أن نتدبر عدة استفهامات: لماذا تربينا هكذا؟، هل لأنه قدرنا المسبق غير المعلن؟، أم لإرضاء من أعطوا أنفسهم الحق بذلك؟.. علماً أن هناك ألف باب كي ننال رضى من نحبهم؟

ويمكن القول إن للتضحية عدة أوجه؛ منها ما هو مبني على مبدأ «الإيثار»، مثل التضحية لأجل الأرض والوطن ومن لهم حق علينا كالأب والأم، وفي ذلك احتساب الأجر عند الله. ومنها للأسف ما يؤذي النفس حين تُستغل من غير أي تقدير من الطرف الآخر.

لقد أُعجبت بقصة صديق فيه كل صفات الوفاء والإخلاص حين وجد أخاه رب أسرة قد فُصِل من عمله، فلم يتردد هذا الصديق الوفي بمساعدته بمشاركتهِ نصف راتبه الشهري، وفي نفس الوقت لم يقصر مع أهل بيته، هذا التصرف من وجهة نظري الشخصية من أنبل وأسمى التضحيات.

ومما أحزنني أنني وجدت أُناسا ضحوا بصحتهم ووقتهم، بل والأدهى من ذلك تضحيتهم بِذاتهم وبمستقبلِهم، تحت شعار الوفاء والتضحية في سبيل كسب مودة من لا يبالون بوجودِهم وجعلوهم رُكاماً حُطاماً، لا أعلم إن كان هذا ما يسمى «تضحية» أم ضعفا واستسلاما؟.