ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا 1
ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا 1
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
«الدعم الإيراني» سيناريو يعمل «حزب الله» وفريقه السياسي وأبواقه على تسويقه كحل أنجع ووحيد على الساحة اللبنانية مع اشتداد وطأة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ترزح تحتها البلاد.

فهل لبنان قادر على مد اليد «للجهوزية الإيرانية» التي تحدث عنها مرشد طهران علي خامنئي في كل الملفات، من النفط إلى الأدوية والمواد الغذائية والكهرباء، مع عرض رأت فيه بعض القوى الموالية للحزب أنه مغرٍ، وهو قبول طهران الدفع بالليرة اللبنانية؟ وما الآثار المترتبة على تعاون اقتصادي محتمل في هذا الإطار، في ظل العقوبات المفروضة على إيران أمريكيا ودوليا؟


بعض المراقبين حذروا من أن هذه الخطوة ستفتح بابا لغضب أمريكي ودولي يصعب تحمله. إذ قال مدير مركز المشرق للشؤون الإستراتيجية الدكتور سامي نادر، لـ«عكاظ»، إن خطوة كهذه هي بمثابة انتحار للبنان، مستغربا أن الصين وهي القوة الاقتصادية الثانية في العالم لم تجرؤ على استيراد النفط من إيران، فكيف يجرؤ لبنان؟

وحذر من أن «حزب الله» يمعن في استفزاز الولايات المتحدة، وأكثر من ذلك هو يصر على إدخال لبنان في مسار الاشتباك الإيراني- الأمريكي، كونه ينفذ أجندة سياسية إيرانية واضحة وعلنية. وأكد نادر أن أي خطوة لبنانية في هذا الإطار ستضع البنك المركزي تحت العقوبات الأمريكية لا محالة، وستؤدي إلى فصل لبنان عن النظام المالي العالمي. وشبه الدفع الذي يمارسه «حزب الله» لاستيراد النفط من إيران كالدفع إلى الانتحار.

الواضح أن لبنان مقبل على مزيد من الانقسام على خلفية الاشتباك الإيراني- الأمريكي، وقبل أن يعلن لبنان موقفه الرسمي من السيناريوهات أو المخططات الشيطانية لـ«حزب الله» التي يحضرها للبلاد والعباد، فإن فاتورة الأثمان التي يتكبدها الشعب وحده باتت باهظة جدا بعدما حولت السلطة الحاكمة لبنان إلى جزيرة شبه معزولة عربيا ودوليا.