-A +A
رصدها: عبدالله عبيان 5
وعن الشيخ راكان يتحدث حفيده الشيخ سلطان بن سلمان بن سلطان بن فلاح بن راكان بن حثلين ويقول شخصية جدي راكان تعني لي الكثير لما يتمتع به من فروسية وشهامة وسيرة عطرة جعلت منه علماً من أعلام الجزيرة العربية وهذا ليس كلامي بل هو كلام اكثر الرواة والمؤرخين ويعجبني في جدي راكان احترامه للناس بمن فيهم خصومه في الحرب حيث لم أجده يذم أو يشتم أحدا في قصائده التي تحمل روح الاعتزاز والتحدي واحترام الآخر بل انه تعدى ذلك الى مدح خصومه وذكر مزاياهم الحسنة بالرغم من خوضه المعارك ضدهم مما يدل على شهامته ونبل اخلاقه.
يضيف الشيخ سلطان ان راكان بن حثلين وثق العلاقات بين قبيلة العجمان وبين الأسر الحاكمة في الخليج وبقية القبائل العريقة حيث أوضح ان العجمان تربطهم علاقات نسب واخوة ووفاء مع أسرة آل سعود مؤكدا ان تلبية كل من سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير سلمان بن عبدالعزيز لدعوته وتشريف منزله اثناء زيارتهما الأخيرة للكويت تعكس عمق العلاقات بين الأسرتين، كما أوضح الشيخ سلطان بأن آل حثلين وقبيلتهم العجمان تربطهم علاقات قوية مع أسرة آل خليفة حيث ان ابن خليفة استضاف راكان وقبيلته بعد احدى المعارك وأكرمهم وأحسن ضيافتهم، وتحدث الشيخ سلطان عن علاقة العجمان بحكام الكويت قائلا: لقبيلة العجمان روابط قديمة بأسرة آل الصباح منذ تأسست الكويت وزادت هذه الروابط في عهد الشيخ مبارك بن صباح (الكبير) حيث كانت تربطه مع الشيخ راكان بن فلاح روابط قوية وصداقة متينة وقد وقفت قبيلة العجمان مع مبارك الكبير في خمس معارك وبعد موت راكان واستلام فلاح ابنه لإمارة القبيلة تزوج مبارك الكبير بنت الشيخ فلاح بن راكان بن حثلين وأنجبت ناصر وموضي وكان ناصر بن مبارك الكبير يلقب بناصر باشا حيث أطلق عليه الأتراك هذا اللقب، وتزوج الشيخ مبارك الكبير ابنة الشيخ فلاح الثانية بعدما انفصل عن الأولى وأنجبت له حمد بن مبارك وهو جد الشيخ جابر بن مبارك بن حمد وزير الدفاع الحالي وهو جد أسرة آل حمد بن مبارك الكبير.

علاقة راكان بالدواسر
نفى الشيخ سلطان ما ردده البعض في ان قبيلة الدواسر هم أخوال الشيخ راكان بن حثلين وقال الدواسر قبيلة عريقة وكريمة ولكن أم راكان بن حثلين هي دليّل بنت فهيد ابا الخلا من آل الحمرا من فخذ ال سليمان من العجمان وسمعت ان الدواسر هم اخوال أمه واعتقد ان اسم راكان جاء إلينا من الدواسر ولا زال في قبيلة الدواسر فخذ يسمى آل راكان من الوداعين وهم موجودون حتى الآن وهذا يعزز الاحتمال بأنهم اخوال دليّل بنت فهيد أم الشيخ راكان.
قصائده
وعن قصائد راكان تحدث الشيخ سلطان مؤكدا أنها كانت الوثيقة الأهم في حفظ تاريخ هذا الفارس وتسجيل عدد من الوقائع الهامة في تاريخ الجزيرة العربية وقال ان سلاسة شعره وقوة حبكه في القصيدة ساهمت في انتشار تلك القصائد بين أبناء البادية، وسألناه عن بعض الأشخاص الذين ورد ذكرهم في بعض قصائد راكان بن حثلين الشهيرة مثل “ابوهلا” الذي اسند له راكان قصيدته الشهيرة التي يقول في مطلعها:
يا أبو هلا طير الهوى خبـث البـال
الطيـر نـزر والحـبـاري قليـلـة
وأوضح الشيخ سلطان ان “ابو هلا” المذكور في القصيدة هو الأمير سعود بن فيصل بن تركي آل سعود وهو جد آل فيصل حاليا وجد الأمير سعود بن سلمان بن محمد بن سعود آل سعود.
وسألنا عن عجيان الذي ورد في إحدى قصائد راكان الخالدة والتي قالها أثناء وجوده في السجن بتركيا عندما قال:
الله يسقي داركم يا(عجيّان)
وبل من المنشا تخالف مزونه
أسود عريض ريض لـه تحنحـان
كن الهنـادي سلـت فـي ركونـه
من حومة النقيان لا حـد قصـوان
تسبـل هماليلـه ويسـود لـونـه
ويسقي من العرفا ليا جو  سوقـان
والصلب حيث إن لابتي يدهلون
ديره بني عم على الخيـل فرسـان
والضيف لاجا دارهـم  يكرمونـه
حامينهـا بقديمـي صنـع نجـران
شلاع ما يبـرن الاطبـاب  كونـه
وقال الشيخ سلطان ان عجيان من رجال الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة حاكم البحرين وبين انه ليس من العجمان وقال لو كان من العجمان لما قال راكان “داركم يا عجيان” وانما سيقول “دارنا ياعجيان”.
ابن حثلين والمستشرقون
تطرق بعض الرحالة والمستشرقون إلى الشيخ راكان بن حثلين في مذكراتهم التي رصدوا من خلالها أحداث الجزيرة العربية في ذلك الوقت حيث يقول الرحالة شارلز : قابلت في حائل شخصا غريبا عائد لتوه من الحرب، قدم إلى حائل برفقة شيخ العجمان الكبير الذي قدم مؤخرا الى حائل ، ذلك الشيخ العربي الذي كان قد أسره الأتراك بعد احتلالهم للاحساء وقاموا بنفيه إلى تخوم روسيا حيث بقي هناك سبع سنوات في السجن ومن خلال السنتين الأخيرتين فقد أبناء عشيرته الأمل في عودته واعتقدوا أنه قد مات، لكن هذا الفارس الشجاع في هذه البلاد الغريبة ما ان سمع صرخة الحرب في سبيل الدين حتى تقدم بطلب إلى السلطان ليأذن له بالمشاركة فيها، ويستطرد داوتي في حديثه عن الشيخ راكان: جرح هذا النبيل العربي في ذراعه أثناء تلك الحروب وعند وقف إطلاق النار بين الطرفين، منحه السلطان حقاً يطلبه من مكافأة فكان طلبه أن يسمح له بالعودة إلى بلاده (هجر) وفي شهر رمضان وصل ومرافقه إلى جدة حيث قاما بزيارة مكة والمدينة ومن المدينة غادرا إلى حائل حيث استقبله الأمير محمد بن رشيد بكل حفاوة، وانصرف من عنده محملا بالهدايا الأميرية المتكونة من الإبل وخرج مملوءا بريالات الفضة، وغادر النبيل عائدا إلى بلاده. من جهة أخرى ذكر المستشرق الرحالة جوليوس يوتنج (Julius Euting) الذي زار حائل عام 1883م في يومياته بتاريخ يوم السبت الموافق 29 ديسمبر 1883م بأنه التقى بالشيخ راكان شيخ العجمان في مدينة حائل - وفيما يبدو أن الشيخ راكان كان كثير التردد على حائل بعد سنوات عودته من المنفى - وقد لفت انتباه هذا المستشرق حديث الشيخ راكان ببعض الكلمات التركية وعلم فيما بعد أن راكان قضى سبع سنوات منفيا في قلعة (نيش) في بلاد الصرب بعد أن تم القبض عليه من قبل العثمانيين في الاحساء بطريقة غادرة وذلك قبل حوالى عشرين عاما ونفيه إلى أوروبا والذي دبر مكيدة القبض عليه هو مدحت باشا.