الايدز
الايدز
-A +A
محمد عبدالرحمن حلواني *
رسالة هذا العام عن مرض الإيدز تحمل في طياتها الكثير، فمنظمة الصحة العالمية أكدت أن المجتمعات التي لا تدير ظهرها للمرض ستسهم وبشكل كبير في إنهاء هذا الوباء العالمي، فمن إجمالي المصابين الذين تخطى عددهم حول العالم 37 مليون مصاب حتى نهاية 2018 من تم تشخيصه مبكرا وبدء العلاج، 53% منهم اختفى الفيروس من دمهم أو أصبح من غير الممكن تحديده عبر التحليل، فهم بالتالي أصبحوا غير ناقلين للمرض للغير، وشرط نجاح العلاج هو التحديد المبكر للإصابة وبدء العلاج والانتظام عليه. والسؤال كم من الحاملين للفيروس لدينا لا يعلمون بإصابتهم؟ بل ولا يكتشفون أنهم مصابون إلا عند اكتشاف إصابة زوجاتهم أو أحد أبنائهم أو عند فحص ما قبل الزواج أو عند فحص التوظيف!

ففي عام 2015 تجاوز عدد المصابين من السعوديين 7000 مصاب وهذا العدد قد يستمر في الازدياد بسب قلة التوعية وخوف من يقوم بأي نشاطات تضعهم تحت خطر الإصابة من الكشف أو السؤال عن الوقاية، فهم لا يقومون بالكشف والتحليل خشية افتضاح أمرهم وبذلك يكتمون سرهم رغم شك البعض منهم باحتمالية إصابته ولكن بسبب خوفه من افتضاح سره ووصمة العار التي ستلحق به وأهله يستمر بالكتمان ويستمر كمصدر دائم لنقل المرض للغير، وقد يستشرى المرض في جسمه ويصعب علاجه.


ورغم أن الشخص المصاب متى ما تم اكتشاف مرضه وبدء العلاج اللازم وبسرية تامة، من الممكن أن يعيش حياة طبيعية يتعايش فيها مع المرض بل ويستطيع أن ينجب أبناء أصحاء خالين من المرض. إلا أن ظلم المجتمع وعدم صفحهم عن المصاب هو أحد أسباب زيادة المرض.. لذا فإن المجتمع عليه دور كبير خاصة من ناحية التوعية والرغبة في تقبل الحديث عن المرض ومعرفة كيفية الوقاية منه وتثقيف الصغير والكبير عنه بداية من المدارس والكليات وحضور المحاضرات العامة والندوات وحتى إعلانات التلفزيون وقد يكون للمرضى الحاملين للفيروس أيضا قدرة على المساعدة في نشر التوعية عن المرض متى ما لم يتم وضع وصمة العار أو الحرج عليهم، كما أن إشراكهم في الدعم للمرضى حديثي الإصابة أيضاً من الأمور التي أثبتت نجاحها في توفير رعاية ملائمة للمصابين حتي يتعايشوا مع المرض بالشكل الصحيح، وإبعادهم عن العزلة والدخول في مرحلة الاكتئاب أو الانتقام من الغير أو إهمال صحتهم فهم في الأخير جزء لا يتجزأ من المجتمع.

* استشاري -أستاذ مكافحة العدوى المشارك - كلية الطب - جامعة الباحةد.