-A +A
مشاعل نايض iirf99@
‏كانت العرب إذا أرادت أن تجتمع على أمرٍ؛ عصبوا له رؤوسَهم، واجتمعوا عند سيّدهم، ثمّ يؤتى بقارورة عطر من عطّارة اسمها: «مَنْشِم» فيغمسون فيها أيديَهم، ثمّ يتبايعون على التفاني في الأمر، وألّا يولّوا له الأدبار، وأن يبذلوا في تطلّبه الدرر والنفائس.

أمّا بيعتنا التي نعطيها لملكنا وسيدنا حفظه الله، فإنّها بيعة سمعٍ وطاعة، وقد كانوا يتبايعون بغمس أيديهم في قارورة العطر، أمّا نحن فإنّا نغمسها في الكفّ العطريّة ندًى وعدلا، وأولئك تفانت أنفسهم في أوهن الأشياء، أمّا نحن فإنّنا نتفانى في الشرف المقدّس: الدفاع عن الدين والوطن.


هذه بيعة الأرواح لا بيعة الأنفس، بيعة تسترخص فيها الروحُ الأعباء، بيعةٌ تشاركنا فيها الجبال والسهول والبحار، بيعة تتمزّق في صداها المكائد، وتحيا على إثرها البلاد.. في عزّ وأمن ورخاء.

وإنّ الذي شرع الشرائع، وأنزل الأوامر والأحكام، هو بنا أعلم وأرحم وأحكم، وهو الذي يدلنا دوماً على ما يصلح أحوالنا، ويرشدنا إليه.

وهو الذي أمرنا أن نأتمر بأمر الحاكم وننتهي بنهيه، وألا نرفع يد الطاعة عنه، وأن نكون معاً قوةً إسلامية، ترفع كلمة، وتُحيي أمة، وتعيد العزة والتمكين، ونهانا أن نتنكر لولاتنا، وحثنا على الوقوف معهم في المحن ضد الأعداء، لذا وجب على الرعية أن تتفانى وتخلص للوطن وولاة الأمر، لتستمر أشعة الشمس مشرقة على أرض المملكة.