-A +A
منى العتيبي
تلقيت دعوة كريمة من جامعة أم القرى لحضور ملتقى مناهضة العنف ضد المرأة، وعادة بسبب ارتباطي العملي وازدحام جدولي بالأعمال يفوتني الحضور ومشاركة الصديقات والزميلات أعمالهن ومنجزاتهن ولكن المناسبة في هذه المرة تهمني جدا لأنها عن المرأة وكل ما يخص المرأة السعودية ويسهم في تمكينها ووعيها والارتقاء بها وحمايتها؛ لذلك حرصت على الحضور وأدهشني حقاً ما رأيته من أعمال للطالبات بقيادة وكيلة شؤون الطالبات الدكتورة سارة الخولي.. أدهشني ذلك الوعي لدى الطالبات اللاتي قدن معرض حمايتي والملتقى بأعمال فكرية فنية واعية تنم عن درايتهن بمشاكل مثيلاتهن من الطالبات مع العنف.

في الحقيقة تُحسب هذه البادرة لجامعة أم القرى فنحن في زمن الضرورة لتوسع الجامعات في أدوار البحث العلمي والمساهمة بأدواتها المعرفية والفكرية في بناء المجتمع وتوعيته وتربيته، فمعالجة القضايا الاجتماعية باتت ضرورة لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى وتحقيق المشاركة الاجتماعية في وثيقة برنامج جودة الحياة 2020.


قد يرى البعض أن مثل هذه الأنشطة التوعوية التثقيفية تشكل عبئا على الجامعات وقد يخرجها من مسار البحث العلمي ولا أتفق مع رؤيتهم، حيث إن مثل هذه الملتقيات والمعارض التوعوية التثقيفية التي يقودها الطلاب يعد من الإنتاج العلمي الذي يستهدفه الكيان الجامعي، خاصة أن الباحثين والمؤسسات التربوية المتخصصة يعملون على إنتاج بحوث ودراسات عميقة لاستخراج النتائج العملية وفي المقابل مثل قضايا المرأة وغيرها من القضايا التربوية الأسرية والاجتماعية لها تأثير في عرقلة المشاريع التنموية المجتمعية.. فعدم استقرار المجتمع يعني عثرة العديد من المشاريع التنموية.. وبما أن المرأة عصب الكيان المجتمعي كونها المربية والإدارية المحنكة للنظام الأسري فإن تعنيفها يعني شلل الأسرة وبالتالي اضطراب المجتمع بأكمله.

أما بالنسبة لموضوع العنف ضد المرأة فلا أملك إحصائية دقيقة تفصح عن العنف ضد المرأة في السعودية ولكن أميل إلى الاطمئنان حول التوجهات المستقبلية لخطة التنمية في المملكة والرؤية السعودية 2030 التي استهدفت بشكل مباشر المرأة فجعلت منها شريكا تنمويا استراتيجيا، لذلك سنت القوانين لحفظ حقوقها وراجعت الأنظمة التي تهضم حقها ومازالت تعدل وتنظم في بعضها وبقي الدور الأكبر على المؤسسات التعليمية والتربوية والقنوات الإعلامية في تكثيف الجهود لرفع مستوى الوعي في حماية المرأة وتطوير قدراتها وإزالة المعوقات أمامها ومشاركتها في الأنشطة التنموية في إطار ما تقضي به القيم والتعاليم الإسلامية والنساء في المجتمع السعودي.

* كاتبة سعودية

monaotib@