-A +A
حمود أبو طالب
لطالما كانت العلاقات السعودية الإماراتية قذى في عيون الكثيرين، والكثيرون برز منهم في الفترة الأخيرة تنظيم الإخوان والدول التي تحتضنه، نظام أردوغان تحديداً، ونضيف لهم نظام المرشد في طهران، إضافة إلى بعض البؤر الهامشية التي لا تملك أكثر من النعيق الذي يتلاشى سريعاً.

إنه أمر طبيعي أن تكون هذه العلاقة مستهدفة، إذ يمكن فهم حيثيات الاستهداف عندما نعرف أن تحالف الدولتين هو الذي يحفظ التوازن في منطقة الخليج، وهو الذي يقف بصمود وقوة ضد التدخلات الخارجية المؤامراتية في الدول الخليجية ومحيطها، بل هو الذي يتخذ المواقف الصلبة لحماية الدول العربية من عواصف التخريب والفوضى، ولقد راقبنا كثيراً من اللغط حول هذه العلاقة الوثيقة والتنسيق الكامل بين الدولتين في الملف اليمني الذي حاول المغرضون التشويش عليه بكل الوسائل، لكن كانت الحقائق تصدمهم وتثبت لهم صعوبة النيل من علاقة تأريخية راسخة.


لقد وصلت العلاقة بين الدولتين الكبيرتين والمهمتين سياسياً واقتصادياً حد التطابق في كل الرؤى والتوجهات والخطط، وما مجلس التنسيق القائم بينهما سوى تجسيد عملي واقعي للمدى الذي قطعته العلاقة، ولبعد النظر لدى القيادتين في هذه الحقبة المتسمة بالمفاجآت والأخطار والمآمرات من كل حدب وصوب.

إن الزيارة التي يقوم بها الآن ولي العهد للشقيقة الإمارات هي زيارة دولة مهمة بكل الاعتبارات، وما هذه الحفاوة التي تشهدها الزيارة والتناغم والتفاهم والانسجام الكبير بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد كزعامتين تتشاركان كيمياء خاصة سوى دليل على أن الدولتين تريدان تحقيق ما هو أكبر وأهم من الإنجازات التي تخدم شعبيهما وشعوب الخليج والأمة العربية والإسلامية.

وكم نتمنى على الذين يغردون خارج السرب أن يستفيدوا ويتعظوا ويقتدوا بمثل هذه العلاقة التي يرعاها قادة كبار يعملون لخير الجميع.