-A +A
خالد السليمان
قال المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني د. ماجد العيسى لـ«عكاظ» إن هناك افتقاراً لإحصائيات دقيقة عن العنف ضد الأطفال، مشيرا إلى أن قواعد بيانات الأجهزة الحكومية أقل من الحجم الحقيقي للمشكلة!

وهذه مسألة متوقعة، فطبيعة المجتمع تحول دون تسجيل حالات عديدة من العنف الأسري، وغالبا يتم التستر على حالات عنف لأنها حالات عابرة، أو تفاديا للحرج المجتمعي أو للجهل بالأنظمة والقوانين الحامية!


لكن من المهم أيضا أن يتم تصنيف حالات العنف الأسري، فكثير مما يعد عنفا هو في عرف المجتمع المتوارث هو من أدوات التأديب والتربية، ولو طبقنا معايير أنظمة وقوانين العنف الأسري بحذافيرها ربما لم يبق طفل واحد من الأولين أو الأخيرين في كنف أسرته!

وأحيانا تصادف عدسة كاميرا راصدة حالة تعنيف عابرة لأب أو أم مع أحد أطفالهم لا تعكس حقيقة العلاقة التي تجمعهم، فكم من مرة ضربنا أباؤنا وضربنا أبناءنا للتأديب دون أن ينتقص ذلك من محبتهم أو محبتنا، بل على العكس كان العطف والحنان والحب الحضن الذي يجمعنا، لذلك من المهم أن نقف في كل حالة عنف عند تاريخ العلاقة ومدى تجذر العنف فيها كسلوك دائم أو متكرر، فلا يعقل أن تختصر علاقة سنوات من الأبوة أو الأمومة العطوفة في مقطع مدته بضع ثوان دون البحث في الجذور وما خلف العدسات!.