طلبة أفارقة في الحوزة الدينية في أصفهان في مظاهرات موالية للنظام. (إيسنا)
طلبة أفارقة في الحوزة الدينية في أصفهان في مظاهرات موالية للنظام. (إيسنا)
-A +A
أ ف ب (طهران)
أقر الحرس الثوري الإيراني أمس (الجمعة) بأن الاحتجاجات شملت 28 محافظة و100 مدينة في يومها الأول، في وقت اتسع نطاق المظاهرات إلى شيراز وأصفهان ومناطق أخرى، واعتبرت «مليشيا الباسيج» أن المظاهرات التي تفجرت ضد رفع أسعار الوقود ترقى إلى «حرب عالمية» ضد إيران تم إحباطها. وقال قائد عمليات «الباسيج» العميد سالار آبنوش، إن «الاحتجاجات الأخيرة كانت حرباً عالمية حقيقية طالت جميع أنحاء البلاد بشكل فجائي، ووصف إخمادها بـ «المعجزة»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «إسنا». وأضاف أن حربا عالمية شاملة ولدت ضد المنظومة والثورة ولحسن الحظ توفي المولود لحظة الولادة. ونقلت وكالة (إسنا) عن آبنوش قوله: إن استجواب الموقوفين كشف أن تحالف شر«يضم» الصهاينة وأمريكا ودولا أخرى يقف وراء ما وصفه بالفتنة. وتوعدت السلطات القضائية المتظاهرين بعقوبات «مغلظة».

وأعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن قلقها حيال التقارير التي تحدثت عن سقوط عدد كبير من القتلى، جرّاء استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية لمواجهة المحتجين. ولفتت منظمة العفو الدولية إلى أنها تعتقد أن أكثر من مئة متظاهر قتلوا. ونشرت وسائل إعلام رسمية أنباءً عن تسيير مظاهرات موالية للنظام الإيراني في محافظات عدة، خلال اليومين الماضيين، وأظهرت أن عماد هذه المسيرات هي مليشيات الباسيج، التابعة للحرس الثوري وبعض اللاجئين الأفغان، وجنسيات أخرى ممن يدرسون على نفقة النظام في مراكزه الدينية التي أنشأها بهدف تصدير الثورة. ونشرت وكالة «إيسنا» صوراً للمتظاهرين في أصفهان من بينهم صورة قالت إنها لطلاب أفارقة يدرسون في الحوزة الدينية في أصفهان، بهدف نشر التشيّع وتصدير الثورة الخمينية في أنحاء العالم. وأفاد ناشطون إيرانيون بأن النظام أجبر تلامذة وطلاب المدارس والموظفين على حضور هذه المسيرات وتصويرها على أنها مظاهرات تؤيد سياساته، حتى في ما يتعلق برفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف.


من جهة ثانية، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية أمس (الجمعة)، عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد عزاري جهرومي، بعد أن عرقل نظام طهران الاتصالات عبر الإنترنت، وسط احتجاجات عنيفة أثارها رفع أسعار البنزين.

وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين في بيان: «إننا نعاقب وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني على تقييد الوصول إلى الإنترنت، بما في ذلك تطبيقات المراسلة الشائعة التي تساعد عشرات الملايين من الإيرانيين على البقاء على اتصال مع بعضهم والعالم الخارجي».

وأضاف «المسؤولون الإيرانيون يدركون أن وجود شبكة إنترنت حرة ومفتوحة في البلاد يكشف عدم شرعيتهم، لذلك يسعون إلى فرض قيود عليها، من أجل خنق المظاهرات المناهضة للنظام».