-A +A
أحمد عوض
اليأس يدفع الناس للخروج للشارع، يواجهون الخطر، ويحاولون إيجاد حل، الشعب الإيراني يختنق بشكل جدّي وحقيقي، لكن النظام الكهنوتي ما زال مُمسكاً بزمام الأمور، يتحرك في مواجهة المظاهرات وفق دائرة لا يمكن تجاوزها، تأمين طهران ومشهد أولاً، ثم الإصرار على تنفيذ قرارات الحكومة غير الشعبية مع القمع البطيء وفتح نوافذ التنفيس، وعدم ترك وجه معروف يقود المظاهرات، لذلك لن تنجح ثورة شعب بلا قائد..

الكل يستغرب كيف لنظام كهنوتي كهذا أن يحكم بلداً لديه تاريخ وحضارة!


لقد وجد ملالي طهران طريقة يستطيعون من خلالها البقاء لأكثر من أربعين عاما، وقد يستمرون أكثر..

عندما يتحالف الكهنوت مع الفاسدين بلا شك سيكون حلفاً قوياً يصعب تفكيكه، في إيران دولة أُخرى تختلف عن دولة الشعب، دولة الفاسدين في مؤسسات الدولة، الحرس الثوري والجيش والبنوك وغيرها..

الملالي يمنحون الفاسدين صكوك البراءة، يستمر الفساد ومن خلاله تُشترى الذمم، للفاسدين علاقات اجتماعية تنمو وتتداخل مع أسماء أُخرى، لذلك لا يمكن لنظام فساده يشبه الشبكة العنكبوتية أن يسقط فقط لأن الشعب يقتله البؤس واليأس..

قراءة بسيطة لشبكة الحرس الثوري الاقتصادية تكشف لنا حجم تغلغل الفساد في كُل مناحي الحياة هناك..

جهاز عسكري يمتلك بنوكاً واستثمارات في كل القطاعات المدنية والعسكرية وبلا جهاز..

الفساد يمنح السُلطة جزرة يعشقها الفاسدون، لذلك لن نرى تحرّكاً عسكرياً مؤيداً للحراك الشعبي أو تحركاً نخبوياً من رجال المال والأعمال..

تحرّك الفُقراء في بلد كإيران لن يجد صدى عند الطبقات التي تمتلك مفتاح إسقاط النظام..

المُعاناة وحدها لا تكفي ليسقط هذا النظام، ثمن البقاء أحياء صعب في بلادٍ كهذه..

أخيراً..

نظام الكهنوت الإيراني عدو لنا، وما شد انتباهي أننا لا نعلم بشكل دقيق حقيقة الوضع هناك، نحن بلا مراكز دراسات تُعطينا ما سيحدث ومكامن القوة والضعف في جسد هذا النظام، حتى المركز الوحيد تحوّل إلى ناقل أخبار لا يرصد المشهد بشكل دقيق.

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com