-A +A
سلطان الزايدي
بحكم التنافس التاريخي الكبير بين الجارين النصر والهلال، من الطبيعي حين يحقق الهلال كأس آسيا بعد ما يقارب 20 عاما من الصبر والجهد والمحاولات الطويلة، أن يبحثوا عن منافسهم التقليدي؛ ليتفاخروا بهذا المنجز الكبير أمام جمهوره وإعلامه، وهذا حقهم، لكن ليس من المقبول أن يكون ثمن ذلك تجاهل إنجازات الآخرين والتقليل منها لمجرد أن الحلم تحقق، ولن تجد عاقلا يشكك بعالمية النصر، وبأنه أول نادٍ سعوديٍّ من آسيا شارك في بطولة أندية العالم الأولى التي أقيمت في البرازيل، أو في مشاركة الاتحاد الذي حقق كأس آسيا بنسختها الجديدة. فأن تحفظ للآخرين إنجازاتهم الرياضية هذا يدل على وعيك وإيمانك بمبادئ التنافس الرياضي.

بعد مباراة الذهاب التي كسبها الهلال أمام الفريق الياباني بنتيجةٍ تكاد تكون ضعيفةً وغير مطمئنةٍ في مباراة الإياب، أخذ بعض الإعلاميين أصحاب الخبرة الكبيرة من الطرف الهلالي والاتحادي يشككون في إنجاز النصر العالمي، وكأن هذا المنجز لم يحدث على أرض الواقع، ولا يوجد في سجلات الفيفا عام 2000 بطولة أندية العالم، وهذا أمر يصعب وصفه، وليس له مبررٌ يمنحهم هذا الحق.


إن الإعلام مكونٌ رئيسٌ من مكونات المنافسة الرياضية وداعمٌ لها، لكن أن يوظف هذا الإعلام لطمس الحقائق، بينما الطرف الآخر المتضرر قد لا يملك نفس الفرصة للدفاع عن منجزاته، فهذا ظلمٌ يستوجب من المسؤول متابعته وتصحيحه؛ حتى لا ينشأ لدينا تاريخٌ رياضيٌّ مشوَّهٌ، والأمثلة على ذلك كثيرة، لعل آخرها القضية التي أشعلت الرأي العام بين الاتحاد والوحدة، ومن الأحق بلقب العميد، والمعتمد على تاريخ التأسيس، فلو لم تتدخل هيئة الرياضة للفصل في هذا الأمر وفق ما تملكه من وثائق ومستندات؛ لأصبح هذا الجدل قائما دون أن تجد له حلًّا سوى أن تكتفي الجهة المسؤولة بمتابعة كل ما يدور بينهم على المستوى الإعلامي والجماهيري دون أن تكون طرفا في هذا الجدل.

لذا فإن العمل الإعلامي مهمٌّ في توثيق تلك الأحداث وإعطاء كل ذي حقٍّ حقَّه. ولا يمكن أن تقبل من وسيلةٍ إعلاميةٍ أو إعلاميٍّ قديمٍ له خبرته الرياضية أن يطرح معلومةً يستند فيها على خطابٍ غير صحيحٍ تمَّ التلاعب فيه، هذا أمرٌ يفقد التاريخ الرياضي مصداقيته، ويستوجب متابعةً ومحاسبةً من الجهة المسؤولة؛ حتى يعرف المتابع الرياضي أهمية التاريخ الرياضي، ويتحقق كلُّ إعلاميٍّ أو أي وسيلة نشرٍ من صحة المعلومة قبل نشرها.

ما حدث في الماضي وتمَّ توثيقه من جهاتٍ رسميةٍ ليس عرضةً للتشكيك، وما يحدث اليوم يجب توثيقه بكل صدق، وما سيحدث في المستقبل من المهم رصده وتدوينه بكل أمانةٍ وتجرّدٍ، بعيدا عن أي مصالح أو أهواء. ويجب أن تكون لدينا قاعدة بياناتٍ واضحة تعتمد على حقائق رياضية مثبتة وفق إطارٍ واضح؛ حتى نتخلص من بعض الإثارات الإعلامية المفتعلة.