-A +A
بسمة السبيت BasmahES1@
أكثر ما يثير رعب الإنسان هو وقوفه أمام لحظات مصيرية في حياته، تلك اللحظات التي تختلط بالخوف والتردد والقلق الذي ينهش في أعماقه ويمتص كل طاقته. يقف أمامها عاجزاً وحائراً، فإما أن يكون ممتلئاً بالثقة، ينطلق في طريقها ويتحمل كل عواقبها، وإما أن يكون ممتلئاً بالخوف، فيطوف حول ذاته ولا يتجرأ على المجازفة واتخاذ القرار فيها.

ومن أصعب القرارات المصيرية التي تواجه الإنسان ويقف أمامها حائراً هو قرار تغيير مسار عمله الذي يعتبر شريان حياته إلى مسار عمل آخر، يرضي طموحه وشغفه، هذه المغامرة التي قد تكون مأزقاً كبيراً في حياته إذا لم يحسن التفكير والتروي فيها، وقد يكون قراراً متعلقاً بحالته الصحية أو حالة أحد أفراد أسرته لا سمح الله، وقد يكون متعلقاً باختيار شريك حياة يتقاسم معه كل صغيرة وكبيرة في حياته، أو قرار طلاق تنهار بعده كل حياته، أو قرار سفر وهجرة إلى بلد مجهول لا يعرف خيره من شره إلا إذا انغمس في كل تفاصيله، وغيرها من القرارات التي يكتوي بنارها قبل أن يُقدم عليها.


فحيرة اتخاذ القرار تجعل الشخص يقف في منتصف الطريق يُقدم رجلاً ويؤخر أخرى، يخاف من زلةٍ تنقلب بعدها كل موازين حياته.

وحتى تتمكن من اتخاذ القرار: حاول أن تتوقف عن خلق الصور الدرامية التي يصورها لك قلقك، وحاول أن تُهدِّئ من روعك ومن ضجيج أفكارك، ثم بعد ذلك استشر من تثق بآرائهم، فهم سيرشدونك إلى الطريق الأمثل لك، وسوف يسلطون الضوء على الأماكن المعتمة التي لم تتمكن من رؤيتها، وحتى إن لم يرشدوك يكفي أن تشعر بقربهم منك وبتربيتهم على كتفك، وبعد كل ذلك اتخذ القرار الذي يطمئن له قلبك وعقلك، فلا شيء أسوأ من أن يمر العمر وأنت في حيرة بين إقدام أو فرار من اتخاذ قرار.