-A +A
أريج الجهني
ما حال قلبك؟ وما مستوى الكورتيزول «هرمون التوتر» في دمك؟ وكيف تمضي يومك مع معركة الأولويات الخالدة؟ وهل تذكرت فاتورة جوالك ومصروف طفلك وموعد صديقك؟ الأهم متى تنفست لآخر 3 أيام؟ لا تقلق هنا بعض النصائح المجربة والتمارين لكن قبل أن ننتقل للتمارين أخبر عقلك «أن لا شيء يستحق»، وصدق هذا القول ومارس حياتك في ضوئه، المبالغة في ردود الأفعال - التسابق في نشر الأقوال والتشوق لمعرفة الأحوال أصبح «دقة قديمة»، الجيل الجديد يمارس حياته بشكل أفضل من جيلي الثمانيني ومن سبقونا بالأقران، فهم لا يفرطون بطقوسهم اليومية ولا يبخلون على أنفسهم باشتراك في الجيم وبمفهوم الفرق بين السعرات والحسرات، فحلقة مسلسلهم في نتفلكس توازي آلاف المتع الهياطية التي كنا نمارسها، نعم إنه عصر النيولبراليزم، والفردانية سيدة الموقف لا محالة.

الآن أجلس مسترخياً وضع من فضلك يدك اليمنى أعلى صدرك واليسرى على بطنك وخذ نفساً عميقاً من أنفك وأحبسه في صدرك لثانيتين، والآن اخرجه من فمك بهدوء ولمدة ثانيتين، من الجميل أن يرافق هذا إغلاق العينين، الآن فكر هل فاتك شيء حينما تنفست؟ إذا أعجبتك الحيلة كرر العملية 3 مرات وفي كل مرة زد عدد الثواني حتى تصل للعدد الذي يمكنك أن تتحمله لا تزد على 5 ثوانٍ، دخول الهواء لأعماقك يخفف توترك ويصفي أفكارك، يمكنك التأكد من طبيبك وستجد الكثير من المواد المفيدة والمهمة حول فكرة «التنفس»، كانت معلمتنا الإيرلندية تحرص في كل ساعة تعلم أن نقف بعد نصف الساعة الأولى لمدة 10 دقائق لنتنفس ونتمدد ونمارس تمارين خفيفة داخل القاعة تنتهي بمساج مجاني للأكتاف من الطالب الذي بجوارك في حال كنت طالباً أو طالبة في حالنا نحن الطالبات.


هكذا ببساطة، حينما تقرأ خبراً يزعجك خذ نفساً عميقاً، عندما تجد من يسيء فهمك تراجع، لا مزيد من الابتذال للذات لا مزيد من التبرير، اجعلوا عامكم القادم 2020 عام الأولوية الذاتية، نعم إنه عام «نفسي نفسي»، ليس لأن لنفسك عليك حقاً! بل لأننا لا نتربى على مفهوم الاستحقاق! ترى فتاة فائقة الذكاء غارقة في بحيرة الدموع لأن شخصاً لم يقدرها، شاباً عبقرياً ينهار لأن مديره في العمل لم يقدره، مسناً ينام ليله باكياً لأنه وحيد، لا تنتظروا السعادة من أحد، الحياة سعيدة والأيام كفيلة أن تمحو آثار الدموع في حنايا قلبك.

ممارسة السباحة فكرة عظيمة لتحسين مبدأ «التنفس» فأنت تمارس الشهيق فوق سطح الماء والزفير أسفله، سيكون شعورا مريبا في بدايته «للمبتدئين» لكن مع التدريب تحت إشراف متخصصين ستندهش من قدرتك على الحياة تحت الماء وربما تزداد حميميتك للأسماك!، هي مهارات بسيطة نعم، لكن هل فكرنا بعمقها وأهميتها لنستطيع العيش؟ وتحمل ويلات الحياة؟ عندما تقرأ تصاريح مؤلمة أو تشاهد واقعاً لا يليق بك ولا بمن حولك فأنت بحاجة للتأكيد لأن تتنفس بعمق وتدرك أن الذي منحك القدرة على الحياة سيمنحك بفضله ورحمته القدرة على تحملها سبحانه.

* كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com