-A +A
خالد السليمان
أثناء دراستي الابتدائية والمتوسطة في الكويت كانت هناك حصتان في الأسبوع لمادة تسمى التربية الموسيقية، كنا نعتبرها نحن الطلاب بالإضافة لحصص التربية الفنية والرياضة من حصص التنفيس والترفيه والهرب من حصص الكيمياء والرياضيات والفيزياء والنحو الثقيلة.

وللأسف لم أفلح في تعلم العزف على أي آلة موسيقية، ربما لأنني لم أملك الموهبة، فالموسيقى والشعر والكتابة تقوم على المواهب الفطرية التي تصقل وتطور بالتعليم ولا تكتسب بالضرورة، لكن زملاء آخرين استفادوا من الحصص الموسيقية في تعلم الكثير مما أضاف إلى مواهبهم الشخصية المكتشفة.


وإذا كان هناك من شيء أتذكره اليوم من تجربتي مع حصة الموسيقى في مدرستي فهو أن الموسيقى ليس بالضرورة أن تهذب النفس وترقق القلب كما يقولون، بدليل أن معلمنا كان جافا في مشاعره متنمرا في تعامله قاسيا في تعليمه، لكن العيب لم يكن في الموسيقى بقدر ما كان في شخصه، ومثله مثل الفنانين الذين يرسمون لوحات آسرة، لكنهم يملكون شخصيات منفرة.

اليوم تعلن وزارتا الثقافة والتعليم أن الموسيقى ستكون جزءا من المناهج التعليمية، وهي خطوة لم يكن أحد يجرؤ حتى سنوات قليلة على التفكير بها ناهيك عن الهمس عنها، فإذا بها اليوم تصبح حقيقة.

ونظرا لتطابق النسيج الاجتماعي الخليجي فإنني أطمئن المتوجسين خيفة من تعليم الموسيقى أنها لن تؤثر سلبا، فلم تشغلنا في مدرستنا عن الصلاة ولم تغير هويتنا خارجها.