رقعة المستنقعات تزايدت في الطرق مصدرة الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة.
رقعة المستنقعات تزايدت في الطرق مصدرة الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة.




السكان ناشدوا بلدية العمرة التدخل سريعاً ومعالجة التسربات من الحوض.
السكان ناشدوا بلدية العمرة التدخل سريعاً ومعالجة التسربات من الحوض.




فلاح السلمي
فلاح السلمي
-A +A
أحمد اللحياني (مكة المكرمة) amead9999@
لم تتوقف أضرار الحوض التخزيني على تحوله إلى مصدر للتلوث بتدفق المياه منه مكونة مستنقعات راكدة في شوارع حي النبعة بضاحية التنعيم في مكة المكرمة، بل امتد الخطر ليتحول السد إلى موقع يبتلع كل من يقترب منه، خصوصاً الصغار، إذ سُجلت فيه حالتا وفاة غرقاً في ظل افتقاره لوسائل واحتياطات السلامة.

وناشد سكان «النبعة» أمانة العاصمة المقدسة ممثلة في بلدية العمرة التدخل سريعاً، ومعالجة التسربات من الحوض، بعد أن تزايدت رقعة المستنقعات في طرقهم مصدرة لهم الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، محذرين من تفشي حمى الضنك، فضلاً عن تسبب المياه المتدفقة في تآكل الطبقة الأسفلتية وانتشار الحفر فيها.


وأوضح فلاح السلمي أن حارة النبعة الواقعة خلف الكلية التقنية بضاحية التنعيم تعاني من تسرب مياه السد في أعلى الحي، وتدفقه بين شوارعهم على امتداد يزيد على 3 كيلو مترات، محدثاً تلوثاً بيئياً في المكان.

وذكر أن الشكاوى التي تقدموا بها لأمانة العاصمة المقدسة وبلدية العمرة والاتصالات المتكررة بهاتف الطوارئ 940 منذ أكثر من عام لم تجدِ نفعاً، خصوصاً أن تلك الجهات تتقاذف المسؤولية، وتتنصل منها.

وأفاد بأن المشروع جاء لصد جريان سيول وادي النبعة والتقليل من تدفقها على الحي، إلا أن المشروع الحيوي لم تكتمل مراحله بربطه بشبكة تصريف السيول الباطنية، لافتاً إلى أن مناهل السد تركت تصب في الشارع، وأدت إلى تآكل الطبقة الأسفلتية، وانتشار الحفر في الحي كافة.

واقترح محمد بن صمصوم الاستفادة من المياه في خزانات السد في سقيا الحدائق والأشجار المنتشرة حول الطرق الرئيسية، محذراً من استمرار تدفق المياه في شوارع النبعة، مكونة مستنقعات تصدر لهم الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة.

وحذر عبدالرحمن عياش من أن بقاء جريان المياه دون نقلها عبر أنابيب أرضية قد يؤدي إلى اختلاطها بمياه الخزانات الأرضية للمنازل المجاورة، ما يهدد صحة السكان ويتسبب في تفشي الأمراض المزمنة.

وأفاد عياش بأن الطلاب والطالبات يجدون صعوبة بالغة في عبور المستنقعات الراكدة في الحي، راجياً من الأمانة والجهات المختصة الأخرى، بمعالجة الوضع سريعاً.

وبيَّن عبدالرحيم السلمي أن أخطار السد لم تتوقف على التلوث الذي يحدثه في الحي، بل أضحى شبحاً يبث الرعب بين السكان بعد أن ابتلع طفلاً لم يتجاوز العاشرة من عمره توفي غرقاً في أحد أحواض السد، قبل نحو عامين.

وأشار السلمي إلى أن سكان الحي أصبحوا يتناوبون على حراسة السد، خصوصاً أن إحدى بواباته فتحت ذراعيها لغريق جديد يضاف للسابق.

وتساءل عن الموعد الذي ستتحرك فيه الأمانة والدفاع المدني لإزالة الخطر الذي يتربص بسكان النبعة، متوقعاً حصول كارثة بيئية قريباً بسبب ازدياد التلوث وتفاقمه يوماً بعد آخر.

الأمانة: العلاج في خطوط أنابيب.. ولم نسجل حالات «ضنك»

أوضحت إدارة العلاقات العامة والإعلام في أمانة العاصمة المقدسة لـ«عكاظ» أن حي النبعة بمنطقة العمرة من الأحياء العشوائية القديمة المتأثرة بالأمطار، مشيرة إلى أن السيول دائماً ما تجرف كميات كبيرة من الصخور والأتربة، وتعرقل الحركة على الطرق.

وذكرت الأمانة أنها نفذت عدداً من الأحواض التخزينية التي تعمل على منع تدفق مياه الأمطار، وتحمي سكان الحي وممتلكاتهم، معتبرة إنشاء الحوض التخزيني «مرحلة أولى» لرفع الضرر عن سكان الحي، إذ تفرغ هذه الأحواض تدريجياً في الفترة التي تعقب هطول الأمطار سطحياً من خلال الشوارع.

وأفادت الأمانة بأنها طرحت المرحلة الثانية من المشروع بتنفيذ خطوط أنبوبية تربط بين الأحواض التخزينية والعبَّارة القائمة بطريق المدينة المنورة، لتفرغ الأحواض عبر هذه الخطوط، بدلاً من تصريفها عبر الطرق كما هو في الوضع الحالي.

وأعلنت الأمانة أن النبعة ضمن المواقع المرصودة لديها بأعمال مكافحة البعوض والآفات العامة، لافتة إلى أنه يجري زيارتها دورياً خصوصاً خلال موسم الأمطار.

وبينت أنه يجري تغطية المباني السكنية بأعمال المكافحة الوقائية دورياً، وتنفذ أعمال الرش الخارجي بالمبيدات الكيميائية وفق الخطة التي يتم بها في العمل أثناء موسم الأمطار، باعتبارها إحدى المناطق التي تكون لديها الأولوية تحسباً لعدم ظهور أي إصابة بحمى الضنك، مؤكدة أنه لم تسجل أي حالات مشتبهة بحمى الضنك.