-A +A
أحمد يحيى الغباش
لا يستغني الإنسان في وقتنا الحاضر عن الكهرباء، خصوصا سكان الجزيرة العربية التي تمتاز بالقيظ الشديد صيفا، فلا بد من تلطيف الجو بالتكييف بدلا من تسخين الجو بفواتير الكهرباء قاصمة الظهر. ظهرت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وسوم كثيرة لغلاء فواتير الكهرباء، وقد بلغت التغريدات في أحد الوسوم 162 ألفا، وكلهم يئنون من الفواتير المبالغ فيها، بل إن البعض منهم ذكر بأنه لم يكن في البيت لمدة شهر، إلا أن ذلك لم يشفع له بانخفاض فاتورته، ومما ورد في الوسم يا شركتنا العزيزة لإحدى المغردات أنها قالت: إن الراتب التقاعدي الذي يعيشون عليه 1900 ريال، وفاتورة الكهرباء التي جاءتهم في ذلك الشهر 1560 ريالا. وعلق مغرد آخر بقوله: «يجب أن تعاد دراستها وتنظيمها، الوضع لا يطاق فعلاً، وليس للناس ذنب في كون البيئة حارة والمساكن قديمة وبدون عزل والأجهزة غير موفرة، صعب على الموظف صاحب الدخل الجيد تغيير بيته ومكيفاته فما بالك بالفقير والمتقاعد وصاحب الدخل المحدود». وأصبحت فواتير الكهرباء مزعجة لمتوسطي الدخل فكيف بمن لا دخل له إلا الضمان الاجتماعي، بل إن من راتبه 5000 ويعول 7 أفراد ناهيك عن والده ووالدته الذين يعولهم وتأتيه فاتورة الكهرباء بمبلغ 1400 ريال، كيف له أن يقسم هذا الراتب؛ هل يجعله أجرة للمسكن أم مصاريف للأولاد أم ماذا يفعل؟ أصبحنا نرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي من الأرامل والأيتام وأصحاب الحاجة من يعرض فاتورته الكهربائية بحثا عن محسن لسدادها، هل يعقل هذا! أين المراعاة الإنسانية في شركة الكهرباء لمثل هذه الحالات؟، أصبحت فواتير الكهرباء والماء عبئا أثقل كاهل الأغلبية من الناس. وبالتأكيد أن شركة الكهرباء قد لاحظت ذلك وسوف تلاحظه في قادم الأيام برؤيتها التأخير الكبير في تسديد الفواتير لعدم قدرة الناس على ذلك. لقد نادى المنادون من كتاب الصحف لمراجعة الفواتير بما يتناسب مع قدرة الناس على الدفع وطالبوا الشركة بالنظر في التسعيرة وتخفيضها مراعاة لكثير من الحالات الإنسانية.

albarqi_2020@hotmail.com