داخل أحد المنازل في منطقة رجال ألمع بعسير.
داخل أحد المنازل في منطقة رجال ألمع بعسير.
قرية تراثية في رجال ألمع.
قرية تراثية في رجال ألمع.
طفل من منطقة رجال ألمع يضع الزهور على رأسه.
طفل من منطقة رجال ألمع يضع الزهور على رأسه.
تاجر يصنع ويبيع الخناجر في منطقة عسير.
تاجر يصنع ويبيع الخناجر في منطقة عسير.
منطقة عسير.
منطقة عسير.
إحدى قلاع منطقة رجال ألمع.
إحدى قلاع منطقة رجال ألمع.
أحد سكان المنطقة يبيع الزهور.
أحد سكان المنطقة يبيع الزهور.
أحد سكان عسير بلباسه التقليدي والزهور تزين رأسه.
أحد سكان عسير بلباسه التقليدي والزهور تزين رأسه.
عملية بيع وشراء الزهور للزينة في رجال ألمع.
عملية بيع وشراء الزهور للزينة في رجال ألمع.
-A +A
ترجمة: حسن باسويد (جدة) baswaid@
سلط موقع «بورد باندا» الوثائقي، الضوء على ما تكتنزه المملكة في طياتها من كنوز، ليس فقط في آثارها وجغرافيتها الواسعة، بل أيضاً في مجتمعاتها الريفية البسيطة في طريقة عيشها الغنية بتراثها الجميل. وفي تقرير لمصورها الصحفي الفرنسي «إيرك لافورغ» الذي جال في محافظات جازان وتهامة وجنوب عسير، قال: بين تلك الجبال الوعرة والجميلة في نفس الوقت، وجدت هناك «رجال الزهور الأسطوريين». وأضاف «يتخيل البعض أن السعودية صحراء ضخمة، لكنهم مخطئون، فهناك أكثر من 2000 نوع من النباتات يمكن العثور عليها في المملكة. وفي منطقة عسير بالذات توجد أجمل أنواع النباتات والزهور العطرية، إضافة إلى أشجار البن». واستطرد لافورغ: «لقرون مضت، أحب أحفاد قدماء قبائل تهامة وعسير ارتداء أكاليل الزهور الملونة، المصنوعة من الزهور الطازجة.. إنها ليست جميلة فقط بالنظر إليها، ولكنها أيضا رائعة في رائحتها المعطرة». ووصف المصور الصحفي الاستقبال الذي لقيه قائلاً: «كان أول شيء فعلوه عندما رأوني هو وضع إكليل على رأسي». وأشار إلى أن صناعة أكاليل الزهور مزدهرة في تلك المنطقة، ويتم بيعها كل صباح في الأسواق المحلية مثل صبيا، والداير، حيث يأتي الرجال إلى السوق لشراء أكاليل الزهور التي تكون جاهزة في الصباح الباكر قبل أن يصبح الجو حارا للغاية. ويفضل البعض اختيار الأعشاب والزهور الخاصة بهم وإعداد الأكاليل نفسها للحصول على مظهر أكثر تفردا. فالأعشاب مثل الريحان البري، والحلبة، وزهور القطيفة هي الأكثر شعبية في المنطقة. وأشار لافورغ إلى أن الأناقة المطلقة لـ«رجال الزهور» هي في مطابقة ألوان أكاليلهم مع ملابسهم ولحاهم المصبوغة بالحناء، حيث ذكر له الكثيرون أنهم بذلك يبدون أصغر سنا وأكثر جاذبية. وقال «تباع أكاليل الزهور مقابل مبلغ ليس بالكثير، وتصنع أكثرها أناقة مع نوع من الياسمين الأبيض الطري، حيث يجب على البائعين الاحتفاظ بها في صناديق ثلج». وأوضح أن أختيار الزهور يتم بعناية فائقة لخلق الانسجام مع اللباس التقليدي للقبيلة، مبيناً بأنه قبل بضع سنوات، كان يتم نسج الفوطة أو (الصارون) الذي يلبسه الرجال، في قرية «بيت الفقيه» اليمنية، لكن هذه الأيام يتم استيرادها من الهند. ولفت إلى أن أكاليل الزهور لا تلبس فقط للأغراض الجمالية ولكن أيضاً لأسباب صحية، فالطب العشبي يحظى بشعبية كبيرة في السعودية ويعتقد أنه يعالج الصداع، ويمكنك حتى تحديد الأشخاص الذين يضعون الريحان البري مباشرة في الأنف عندما يشعرون بالمرض، ويضع الرجال الكحل أيضًا على عيونهم لفوائده الطبية. ووصف لافورغ المنازل في محافظة عسير بالمظهر الفريد من حيث استخدام الحجر الأحمر والطوب الطين في البناء، ووجود أبراج مراقبة بها للأمن وأيضاً مخازن للحبوب. وقال: من داخل المنازل القديمة، يمكنك ملاحظة الجدران المزينة بألوان زاهية للزهور، ويسمى هذا النوع من الفن «القط العسيري» وهو يرسم من قبل النساء في المنطقة، وأدرجته اليونسكو في الآونة الأخيرة في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي. وأشار إلى أن العديد من السكان لا يزالون يعتنون ببيوت العائلة أو أبراج المراقبة القديمة، وبعض تلك المباني يزيد عمره على 200عام. ويحرص السكان المحليون على توضيح أن مجتمعاتهم قد سكنت في المنطقة لأكثر من 2000 عام. ويقول الصحفي الفرنسي إنه على الرغم من حب السكان للزهور، إلا أن رجال القبائل في تلك المنطقة يشتهرون بمهاراتهم القتالية. ويحرص السكان على الاحتفاظ بتقاليدهم من الزخارف الزهرية، لأنها طريقة فريدة تمييز منطقتهم عن بقية البلاد. كما أن «رجال الزهور» يرتدون الخنجر التقليدي الذي يطلق عليه اسم «الجنبية»، وأغلى الأنواع هي التي تصنع مقابضها من قرون وحيد القرن، وقد يصل سعر أغلى أنواعه في السوق المحلية هناك إلى 100 ألف دولار أمريكي. وختم لافورغ تقريره قائلاً: إن منح إكليل الزهور للزوار في عسير هو تقليد لا يزال يقدم كهدية للسياح النادر وصولهم إلى هذه المنطقة.