-A +A
علي محمد الرابغي
عاشت الرياض عاصمة الصحراء في قلب اهتمامات العالم شرقه وغربه.. وحظيت باستقطابات العديد من رؤساء الدول ومن رؤساء الحكومات ومديري كبريات الشركات العالمية.. من بينهم الملك عبد الله الثاني ملك الأردن ورئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي جائير بولسونارو، ووزير الخزانة الأمريكي ستيفن مونشين، ووزير الطاقة الأمريكي ريك بيري، وكبير مستشاري البيت الأبيض الأمريكي جاريد كوشنر، ورئيس نيجيريا محمدو بخاري ورئيس النيجر محمدو إيسوفو والرئيس الكيني أوهورو كينياتا، علاوة على كوكبة من قيادات الأعمال كان منهم ماسايوشي سون المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة سوفت بانك اليابان.. باتريس كين رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في مجموعة تاليس فرنسا.. جون باغانو الرئيس التنفيذي في مشروع تطوير البحر الأحمر.. لاري فينك المؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة بلاك روك الولايات المتحدة الأمريكية.. نويل كين الرئيس التنفيذي لمجموعة إتش إس بي سي القابضة المملكة المتحدة.. ستيفن شوارزمان الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في مجموعة ذا بلاك ستون الولايات المتحدة الأمريكية.. وتيجاني تيام الرئيس التنفيذي في مجموعة كريديه سويس سويسرا.. كل هؤلاء تقاطروا على الرياض فى حدث غير مسبوق وبالتالي فقد استحوذ هذا الحدث (دافوس الصحراء) على اهتمامات العالم من خلال وسائط الإعلام ووسائل النشر.. وقد أحسنت الإدارة السعودية في الإعداد الجيد لهذا المؤتمر.. وجاء إعلان أرامكو الشركة الأكثر ربحية في العالم ليس اعتباطا وإنما بشهادات موثقة من البنوك المسؤولة ومن كبريات شركات الاستثمار.. ليبعث مزيدا من الثقة في الاقتصاد السعودي من خلال ما شهد به العالم لأرامكو أكبر شركة في العالم.. الأمر الذي عزز الثقة في دور المملكة الاقتصادي وجعلها محل اهتمام مما سيكون له (إن شاء الله) أكبر الأثر فى انعكاساته على الدخل العام وبالتالي على نصيب كل فرد يعيش على هذا الثري الطيب.. وغدا عندما يكون الطرح ستتدفق رؤوس الأموال صوب المملكة سعيا وراء السوق الرابحة بحول الله..

وقد أحسنت الإدارة السعودية صنعا عندما وقتت في طرح ميزانية الدولة، تلا ذلك الإعلان عن طرح أرامكو الذي جاء مبشرا وواعدا بنقلة موضوعية تمتلك ناصية الحوافز التي لم تكن (إنشائية) وإنما تستند وتتكئ على حائط من الثقة واليقين.. مما عزز الثقة في اقتصاد المملكة.. الأمر الذي سيكون له بحول الله ما بعده من انعكاسات ومؤثرات إيجابية.


دافوس الصحراء:

انطلقت منذ أيام مضت في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، فعاليات أعمال الدورة الثالثة لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار 2019» التي استضافها صندوق الاستثمارات العامة وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

واستمرت لمدة ثلاثة أيام وشارك في المنتدى عشرات الشركات العالمية من بينها 25 شركة وبنكاً استثمارياً من الولايات المتحدة الاقتصاد العالمي الأكبر، وقرابة 300 متحدث من صنّاع القرار ومستثمرون وخبراء يمثلون أكثر من 30 دولة في فعاليات وجلسات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته للعام 2019.. وتعكس خلفيات الحضور تلك السمة العالمية للمؤتمر حيث تبلغ نسبة ممثلي قارة أمريكا الشمالية 39%، بينما يأتي 20% من حضور المؤتمر من أوروبا، وتحوز آسيا على نسبة 19% من المتحدثين، فيما تشكل نسبة دول منطقة الشرق الأوسط قرابة 15%، وحضور أكثر من 6.000 شخص للمشاركة في المؤتمر.

السمعة الاستثمارية لاقتصاد المملكة:

تحظى المملكة حاليا بسمعة استثمارية جيدة.. وذلك بعد أن تقدمت مؤخرا 30 مرتبة لتصل إلى المرتبة 62 في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال التجارية.. لتصبح بذلك الدولة الأكثر تقدما وإصلاحا بين 190 دولة حول العالم.. ومن نافلة القول إن هذا الإقبال غير المسبوق لم ينشأ عن فراغ وإنما عن دراسة واعية ومستقطبة لكل الأبعاد الاقتصادية.. من هنا اخترت العنوان الرئيسى.. أول الغيث قطرة ثم ينهمر، وبعون الله وتوفيقه سوف تحفل الأيام القادمة ببشائر خير ورقي وتقدم.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

* كاتب سعودي

alialrabghi9@gmail.com