-A +A
خالد السليمان
لم يكن مفاجئا بالنسبة لي أن تحصد مخالفة ارتداء ثياب النوم حصة الأسد من مجموع المخالفات التي تم رصدها خلال ٤ أيام من بدء تطبيق لائحة الذوق العام كما كشفت تقارير إعلامية، فبالنسبة للبعض تعد ثياب النوم جزءا لا يتجزأ من هويته الشخصية !

كنا سابقا ننتقد ارتيادهم الدوائر الحكومية والمساجد والأسواق بثياب النوم، حتى صدرت التعليمات بمنع دخولهم للدوائر الحكومية، ثم جاءت لائحة الذوق العام لتحمي الذوق العام في بقية الأماكن العامة !


أجمل ما في الأمر أن السلطات المختصة أظهرت حزما في تطبيق اللائحة، فالمخالفون عادة يختبرون جدية تطبيق الأنظمة، فإذا وجدوا ارتخاء أو تقاعسا في تطبيقها اعتبروها كما لم تكن، تماما كما فعل بعض المدخنين في الملاعب الرياضية عندما صدر قرار منع التدخين في الملاعب، حيث تقلص عدد المدخنين بشكل كبير في المباريات الأولى ثم عادت حليمة لعادتها القديمة بمجرد أن وجدوا أن القرار ليس سوى حبر على ورق، وما زال للأسف الشديد !

في الحقيقة لائحة الذوق العام لا تحمي الآخرين من جرح الذائقة البصرية والسمعية بقدر ما تحمي المخالفين من أنفسهم، وتسهم في تهذيب سلوكهم واكتسابهم الذوق الذي قد يفتقرون إليه، وهذا هو الهدف من الأنظمة والقوانين ليس تحصيل الغرامات بقدر الحد من المخالفات ونشر ثقافة احترام الأنظمة وحفظ حقوق الآخرين !