السياحة
السياحة
-A +A
هناء الثبيتي* hanaotibi@
تعتبر السياحة في كثير من بلدان العالم من القطاعات الحيوية للنمو الاقتصادي ومصدراً مهماً لرفع إيرادات الدولة وتحسين معيشة أفرادها، ويراها البعض «صناعة بلا مداخن»، بل إن كثيراً من دول العالم اتخذت السياحة مصدرها الأول في التنمية، فدولة جنوب أفريقيا على الرغم من بعد مسافتها وضعف أمنها إلا أنها نجحت في استقطاب وجذب السياح على أراضيها، حيث وصلت نسبة السائحين إلى ما يقارب تسعة ملايين سائح في عام 2014 لتشكل السياحة بذلك 11% من اقتصاد الدولة.

وهاهي مملكتنا الحبيبة فتحت ذراعيها لاستقبال السياح من أنحاء العالم، وما إن تم إطلاق التأشيرة السياحية حتى وصلت أعداد السياح إلى 24 ألف سائح من الدول المصرح بها خلال عشرة أيام فقط حسب تصريحات وزارة الخارجية. ومن المتوقع أن تزداد النسبة لتصل إلى 100 مليون زائر بحلول 2030. وما لا شك فيه أن ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من تنوع طبيعي وثقافي واجتماعي سيشكل عاملاً قوياً في دعم السياحة وتطورها، لاسيما إذا بدأت كل مدينة تنافس الأخرى في جذب أكبر عدد من السائحين من خلال استعراض تراثها وتقديم مناشط مختلفة وشيقة مع الحفاظ على هوية المجتمع السعودي بصورته الحقيقية.


واستشراف مستقبل السياحة في المملكة بات واضح المعالم يحتاج فقط للعمل والعزم على الوصول إلى الهدف، ومن هنا فإن تأطير الجهود بين المؤسسات ذات العلاقة بالمجال السياحي، وتأهيل الكوادر والمرشدين السياحيين بالمؤهلات والمهارات اللازمة، والاستفادة من نتائج البحوث العلمية، وتعزيز وتمكين المشاركة المجتمعية بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية؛ جميعها عوامل لا ينبغي التغافل عنها لأهميتها في انتعاش السياحة وازدهارها.

أخيراً، سيأتي العالم إلينا ونقول له «مرحبا» بكل اللغات ليرى السعودية كما هي لا كما سمع عنها.

* محاضر بجامعة الطائف