-A +A
بشرى فيصل السباعي
بعد حوالى العقدين على استبداد النفوذ الإيراني بموازين القوى في داخل عدد من الدول العربية مما أدى لجرائم كبرى ضد الإنسانية تمثلت في إرهاب وحروب أهلية وتطهير طائفي بالقتل والتهجير الجماعي وتصفيات حتى ضد مراجع وجماعات الشيعة العرب الذين لا يدينون بالولاء لإيران ويرفضون خدمة مخططاتها وهذا غير العدوان على الثروة النفطية للعرب، وبعد أن فُقد كل أمل في إمكانية إيقاف هذا الإفساد بخاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي ترمب بشكل قطعي عدم نيته خوض حرب أو حتى توجيه ضربات انتقامية لإيران، ومن بين ركام ورماد دمار المجتمعات العربية ولدت عنقاء الثورة من جديد بالدول العربية ضد كل الأحزاب والتيارات والمليشيات والشخصيات الموالية لإيران، وهذه فرصة قد لا تتكرر لتخليص العرب من الاستشراء السرطاني للنفوذ الإيراني، ولو هزمت هذه الثورات، فهذا يعني أن المنطقة ستظل عالقة في رحى الحروب والإرهاب الطائفي لقرن قادم، ومجرد التغطية الإعلامية للفضائيات العربية لا تكفي لدعم هذه الثورات بخاصة أن تغطيتها في الإعلام العالمي باتت لا تحرك ساكنا لأنه بات من المسلمات أن الشرق الأوسط منطقة في حروب وإرهاب وعنف وقمع وقتل جماعي وثورات وصراعات دائمة، فلا جديد ملفتا بالنسبة للرأي العام العالمي والزعماء الغربيين.

لهذا يجب أن يحصل حراك دبلوماسي وقانوني حقوقي دولي للدبلوماسية العربية يعمل على تحريك المؤسسات الدولية بشكل مباشر ليس فقط لاستصدار بيانات إدانة دولية من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والهيئات الحقوقية الدولية إنما أكثر من هذا؛ تمويل رفع قضايا جرائم ضد الإنسانية في محكمة العدل الدولية على الشخصيات العميلة للنفوذ الإيراني والمتورطة بجرائم ضد الشعوب ومحاصرة أرصدتهم للضغط على الحكومات المحلية لعزل هؤلاء، وهذا سيخلق نوعا من الرادع لدى السياسيين والمسؤولين عن متابعة الانسياق وراء الأجندة الإيرانية التخريبية بالدول العربية وهذه الضغوط وانتصار الثورة في العراق ولبنان يرجى أن تشجع المجتمع اليمني الشيعي على الثورة ضد زعمائه كما ثار شيعة العرب بالعراق ولبنان ضد المتزعمين للمشهد الشيعي من عملاء إيران مما سيحيد خطر الحوثيين على المدى البعيد، مع ضرورة أن يتزامن هذا الحراك العربي الدولي الداعم مع حراك آخر داخل دوائر النفوذ وصناعة القرار الشيعي بسوريا والعراق ولبنان واليمن والخليج لدعم وتوحيد جبهة شيعية عربية مناهضة للأجندة والنفوذ الإيراني وما استجلبه من خراب تضرر منه الشيعة العرب كما بقية أهل أوطانهم.


* كاتبة سعودية

bushra.sbe@gmail.com