-A +A
مي خالد
ظهر مصطلح التنمية المستدامة أول مرة عام 1987 بين طيات تقرير اللجنة العالمية للتنمية والبيئة. تضمن هذا التقرير، والذي كان عنوانه «مستقبلنا المشترك»، تعريفا للتنمية المستدامة على أنها: التنمية التي تلبي احتياجات الجيل الحالي دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم الخاصة.

منذ ذلك العام، أصبحت «التنمية المستدامة» المرجع الأكثر أهمية في جدول الأعمال الدولي للسياسة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.


وأهداف التنمية المستدامة، والمعروفة كذلك باسم الأهداف العالمية، هي دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار.

بالنسبة لي فأجد أن كثيرا من الباحثين والكتاب والاقتصاديين يستعملون عبارة «التنمية المستدامة» بإسراف وحرية تامة دون أي إشارة إلى سياق اقتصادي محدد، يقولون تنمية مستدامة ويبتسمون مثل الساحر الذي يضرب بعصاه السحرية فيحول الأشياء القبيحة إلى أشياء مسحورة وجميلة. إنها عبارة لتجميل مشكلات الواقع الرأسمالي ووجهه القبيح.

صحيح أن ثقب الأوزون يعيش هذه الأيام فترة ضمور، حيث يبدو في حجم أصغر بكثير مما كان عليه حين تم اكتشافه أول مرة، لكن الغابات حول العالم تحترق والبحار ما زالت ملوثة والجليد القطبي يذوب بتؤدة لكن دون هوادة. والناس حول العالم تعاني من القروض البنكية، بينما تتضخم جيوب الرأسماليين وتزداد الضرائب.

إن كان ثقب الأوزون يضمر فهذا لا يعني أن البيئة بخير. وصحيح أن معدلات النمو في الاقتصادات الكبرى في العالم قد انخفضت منذ أربعة عقود، لكن العلاقة بين ذلك والتنمية المستدامة لم يتناول في التقارير والبحوث العالمية.

أرى أن العلاقة بين الأمرين تثير الاهتمام، فإذا كانت الاقتصادات تتدهور واستغلال موارد الأرض قل فلماذا التدهور البيئي يزداد أيضا؟

بالنسبة لي كلما قرأت بحثا جديدا أو تقريرا أمميا يحمل في عنوانه مصطلح «التنمية المستدامة» أجد التزييف وعمليات التجميل والتحسين إحدى أدوات المؤلف.

نحن نعيش في كوكب يخسر مصادره وموارده وبعض سكانه يعيشون الفقر وينجبون أطفالا فقراء ومرضى. فعن أي تنمية مستدامة يتحدثون؟.