-A +A
أحمد عوض
وكالة الأناضول التركية تخلّت عن ممارسة دورها كوكالة أنباء تبث الأخبار المحلية والعالمية، وأصبحت تلاحق الصُحف السعودية وما يُكتب فيها..

وبما أن «عكاظ» هي رأس حربة الإعلام السعودي لم تجد وكالة الأناضول سوى التهجم عليها ليل نهار، أصبحت تقارير الوكالة تهتم بكل التفاصيل التي يتم نشرها، عرفوا حتى مواعيد نشر مقالات كتّابها..


في مقال سابق لي نُشر في «عكاظ» (الجيش المُحمدي يغزو المسلمين) كان هجوم وكالة الأناضول أنني استخدمت أسلوبا مُتدنيا جداً حينما ذكرت أن الجيش التركي قادم لقتل أحفاد صلاح الدين الأيوبي..

وللأسف أنني في المقال تحدثت بلا حدّة، هذا الجيش التتاري هو الوصف الحقيقي له..

الواقع أن آخر فيديو تم تسريبه لأفعال هذا الجيش التتاري كان لرمي الأسيرات الكرديات في حفرة وإعدامهن ميدانياً في مشهد لا يمت للإنسانية بِصِلَة..

إن هذه الأعمال الوحشية والبربرية لن تنجو منها تركيا، الجريمة لا ينجو مُرتكبها أبداً، مهما طال الزمن..

ما حدث في الحرب جيش دولة نظامي يتحول لمليشيا تقتل وتستعين بمُتطرفين لتنفيذ أجندة على الواقع!

لم يقتصر الأمر على الاستعانة بمتطرفي أحرار الشام وغيرها، بل وصل الأمر للتغطية على مكان اختباء زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي الذي انتحر حين داهمته قوة أمريكية خاصة في إحدى قرى إدلب المُحاذية للحدود التركية والتي تُسيطر عليها جماعات متطرفة موالية لتركيا، ووفق أكثر من مصدر غربي فإن القوات الأمريكية قامت بعملية تمويه مُخادعة للأمن التركي حتى لا يتم تهريب الصيد الثمين..

تركيا لن تصبح دولة قوية ومهابة الجناب بهذا الشكل، الفكر المليشياوي لا تنتج عنه سوى الخيبة، يجب أن تهتم تركيا بشعبها، وتحمي حدودها بعيداً عن جعل الشعوب الأخرى حطباً لنيران حروبهم وأشياء يتم التفاوض عليها..

أخيراً..

لا أحد يرغب أن يكتب في كل مرة عن تركيا والدور القذر الذي تلعبه في المنطقة، إن كان هناك من أسلوب مُتدنٍ فهو هذا الابتزاز الذي تمارسه تركيا باستغلالها مآسي الآخرين..

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com