-A +A
خالد السليمان
من أهم عوامل الاستقرار الاجتماعي الفردي والأسري امتلاك ثقافة ادخارية تكفل للإنسان الاستقرار المالي والقدرة على تلبية الاحتياجات المعيشية الضرورية، وتكوين شبكة أمان للمتطلبات المالية الطارئة.

لذلك من المهم تعزيز الوعي المالي لدى أفراد المجتمع، واكتساب ثقافة الادخار، لأن معظم المشاكل التي تعصف بالاستقرار الاجتماعي والأسري غالبا تنتج عن الأزمات المالية للفرد أو الأسرة والعجز عن مواجهة مسؤولياتها، والافتقار للتخطيط المالي الصحيح عند الاقتراض أو تراكم الديون الاستهلاكية.


لذلك أجد مبادرة بنك التنمية الاجتماعية لتقديم برامج ادخارية خطوة ممتازة على طريق نشر ثقافة التخطيط المالي للمستقبل والتعامل بانضباط مع المسؤوليات المالية، فعلى سبيل المثال قدم البنك برنامجا يتيح لمشتركيه الاشتراك بمدخرات مضمونة العائد مع مرونة مطلقة في إدارتها، فالبرنامج الذي أطلق نهاية شهر أكتوبر عام ٢٠١٨ يبلغ عدد مشتركيه اليوم أكثر من ٢٠ ألف مشترك، تجاوزت قيمة مدخراتهم ٦٢ مليون ريال، ويشكلون ما نسبته ٣٠٪ من مجموع مشتركي القروض الاجتماعية.

البنك في سبيل التوعية المالية قدم مسابقة تنافسية سنوية بين المشتركين أسماها ماراثون «زود» تحفز السلوك الادخاري وتكافئه، كما أوجد مؤشرا يتيح للمشتركين قياس السلوك الادخاري بقراءة معدل التغيير في حجم المدخرات، كما أنه استخدم المنصات التفاعلية إلى جوار التقليدية للوصول إلى مختلف أطياف المجتمع في مختلف المناطق وتوظيف التقنيات المالية لتقديم منتجاته لترسيخ السلوك الادخاري واكتساب عاداته.

من المهم جدا تعزيز الوعي المالي في إدارة المصروفات والنفقات وترسيخ ثقافة الادخار عند الأفراد والأسر، فذلك يشكل شبكة أمان تسهم في حفظ الاستقرار الاجتماعي والحد من انعكاس ووطأة الأزمات المالية الخانقة على حياة الإنسان.