-A +A
إدريس الدريس
قد لاحظ الجميع كم تردد اسم الأمير محمد بن سلمان ضمن مطالب المتظاهرين في العراق ولبنان خلال مطالباتهم بالقضاء على الفساد. ومن هنا يمكننا الجزم بأن حادثة الريتز قد أصبحت وستظل علامة فارقة في العالم العربي والعالم الثالث، وهي التي جعلت من الحكومة السعودية ومن الأمير محمد بن سلمان أيقونة ونموذجاً وشعاراً للشعوب ترفعه في مظاهراتها ضد الفساد وتطالب بمثله في بلادها.

ووالله إننا سعداء وكلنا فخر أن تكون دولتنا وأميرنا الشاب محمد بن سلمان نموذجا يحتذى وقدوة عند المتظاهرين في شوارع بغداد وبيروت.


ومن هنا نقول إن ما بعد واقعة الريتز مختلف جدا عن ما قبلها ليس في المملكة وحدها، فقد سرت نار الريتز في هشيم الفساد في العراق ولبنان وهي ماضية لاستكمال مشروعها في بقية الدول.

ولقد قضت المملكة بما فعلته في الريتز على سطوة المحسوبية لذوي النفوذ وأهل الحظوة، فقد أهلك من قبلنا أنهم كانوا إذا سرق فيهم الأمير أو الوزير تركوه، لكن الأمير محمد بن سلمان اختط لنفسه المنهج النبوي عندما قال لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد أياً كان وزيراً أو أميراً، وإن أي أحد تتوفر عليه الأدلة الكافية فسوف يحاسب.

وأوضح أن هذا الفعل النموذج قد حرض الناس في المنطقة العربية على لصوص المال العام، ما حفزهم للخروج والتظاهر في بيروت وصيدا وصور وبغداد والبصرة، وهذا الفعل بدوره جعل الحكومات في تلك الدول تكتشف أن ظهرها مكشوف وأن عورة الفساد لا يسترها إلا علاجها بالبتر والكي وهذا ما ظهر واضحاً في خطابات المسؤولين في لبنان وتونس والعراق ووعودهم بتلبية مطالب المتظاهرين عبر معاقبة المسؤولين عن ذلك.

والخلاصة بين ما حدث في المملكة وما يحدث في الدول الأخرى هو أن حكومة المملكة قد سبقت الناس والإعلام حين شهرت بالفساد والفاسدين، أما غيرنا فقد استجابوا بعد أن عاقبتهم شعوبهم، وهنا فرق كبير بين التابع والمتبوع.

* كاتب سعودي

IdreesAldrees@