-A +A
علي بن محمد الرباعي
سألت الشايب: تطارحني؟ كان متكئاً فجلس، واعتزى (أبو علي) أبوه، سألها أبوها: كِنّ ودّك تنكحين الشايب؟ قالت: هو به عيب غير الشيب؟ كتب النصيب، وارتز أبو علي بين النساوين ليلة الدخلة، مخضّب اللحية بالحناء، مغرّز العقال بالريحان، ومسواك البشام يدرج في فمه، رحّب بقصيدة لعب «يا مرحبا بالقمر ترحيب هلّل وكبّر، نوّر بكل القرى بعد الليالي المضيمات، كل الكواكب لها مطلاع واما أنت باشه» سرى نقع الدففه بكل الجهات، وتعالت الغطاريف، وأبو علي يسيّر بينهن بالدف.

أبطأ مخراجه من العُليّة ليستقبل المِبَاركه. قالت العروس: وش تخرج له زادك وزنادك عندك. قال: يا عيّ الله، خرج. وأخذ العطار على جنب. أوصاه يولّف له وَصْفَه ترفع راسه قدام العروس. جاوبه: تبشر ببياض الوجه. الوصفه ما جت على ما في خاطره. دقّه بطنه. وثالث أسبوع والجماعة يحملون نعشاً فوقه جسد نحيل، ولحية بها بقايا خضاب.


رابط الفقيه والمؤذن في العزاء، مرّة يترحمون على رفيقهم. ومرة يقولان: ما ذبحته إلا وصفة العطار الله لا يعيدها. يزيد الفقيه «أخرجت روحه من بين سيقانه»، ثم يرددان (الله يعفي عنا وعنه)، وكلما خطرت أرملته أمامهما تنحنحا وتلفّتا فيها الفقيه يمسح لحيته، والمؤذن يفتل الشارب. سألها علي: ما بتروحين لأهلك يا عمّة، قالت: يا طقعان قاعدة في حق زوجي.

تنافس الفقيه والمؤذن عليها فاختارت الفقيه، كان معه ثلاث نسوان ما عاد معهن السفّافه، تغندرت له، ولقي عندها قِبال، ردّت فيه الخصّه، أسرف على نفسه حتى عجز عن النزول من الدرج للصلاة في المسجد، طلب ولده البكر، وقال: أبوك محرول والله لا عاد يقدر يمدّ ولا يرد، شلّني وودني عند أمك.

ندف المؤذن صدره، وقال: مالك إلا أنا. اقترن بها في حفلة لها شنّة ورنة، وعزم شعار، وذبح بقرة حايل، وبعد شهر اشتكى، قال لها: برضا خاطرك أحويت عن أهلي، ودي اغدي ألمح لعيالي. فدفّته من أعلى الدرج وقالت لا فتح الله لك يا برميل (....).

كان العريفة يتقهوى مع ابنه في الساحة، فمرّت عليهما، متعطرة متكحلة، سلّمت ورمشت. قال الابن: خذها يابه، أجابه: أنا سدّ وجه الله. لو ما عاد اسن النسوان. علمي وسلامتكم.

Al_ARobai@