الدكتور الربيعة متحدثا في الندوة.
الدكتور الربيعة متحدثا في الندوة.
-A +A
«عكاظ» (روما)

أكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، حرص المملكة على تقديم العمل الإنساني بكل شفافية ودون تحيز في مناطق اليمن كافة، رغم كل ما يواجهه هذا العمل من تحديات وصعوبات تتمثل في انتهاكات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

جاء ذلك في ندوة له أمس (الأربعاء) في العاصمة الإيطالية روما بعنوان «الجهود السعودية الإنسانية في اليمن.. تحديات وحلول»، نظمها مركز الملك سلمان للإغاثة بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في روما، بمشاركة وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة اليمني عبدالرقيب فتح، ونائب وزير حقوق الإنسان باليمن الدكتور سمير الشيباني، ورئيسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشيوخ الإيطالي ستيفانيا كراكسي، وكبير موظفي برنامج الأغذية العالمي السيد ريحان أسد.

حضر أعمال الندوة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيطاليا الأمير فيصل بن سطام بن عبدالعزيز، وعدد من القادة السياسيين وأعضاء البرلمان الإيطالي، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في روما، ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأممية الإنسانية.

وأوضح الربيعة خلال عرض مرئي أن إجمالي المساعدات السعودية المقدمة لليمن منذ مايو 2015 بلغت 16 مليار دولار أمريكي، منها ملياران و394 مليونا و628 ألف دولار قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة من خلال 371 مشروعاً إنسانياً متنوعاً، بالتعاون مع 80 شريكاً دولياً وإقليمياً ومحلياً، معتمدة على معايير الإنسانية وعدم التحيز والتقيد بالقانون الدولي الإنساني.

وبين أن المملكة استجابت لنداء منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف بمبلغ 66.7 مليون دولار لمكافحة تفشي وباء الكوليرا في اليمن، متناولاً بعض المشاريع النوعية للمركز في اليمن مثل المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام)، ومراكز الأطراف الصناعية، ومشروع إعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي وزجت بهم في أتون الصراع المسلح.

وأشار الدكتور الربيعة إلى الانتهاكات الحوثية للعمل الإنساني في اليمن التي تجاوزت كل الحدود وتعددت ما بين استخدام أسلحة مضادة للطائرات وسط الأحياء والمواقع المدنية، وزرع الألغام في المناطق اليمنية، والتجنيد القسري للأطفال، وحجز سفن المساعدات والقوافل الإنسانية والاستيلاء عليها وبيع المساعدات أو تخصيصها لأغراض عسكرية، وترهيب العاملين في الحقل الإنساني، فضلاً عن قصف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين وغيرها من المنشآت المدنية، ما أدى لوقوع وفيات وإصابات في صفوف المدنيين وخسائر جسيمة في الممتلكات وتأخير وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها أو منعها.

وقال الربيعة إن مركز الملك سلمان للإغاثة سبق أن أصدر أكثر من بيان يدين انتهاكات المليشيات الحوثية، وطالب بضرورة التدخل الدولي لمنعها ومحاسبة من يقف وراءها، مفيداً بأن المركز رغم هذه الانتهاكات ما يزال يواصل تقديمه المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى جميع مناطق اليمن بما فيها التي تحت سيطرة المليشيات.

وتناول وزير الإدارة المحلية اليمني عبدالرقيب فتح الجهود الإنسانية السعودية لدعم المحتاجين في شتى أنحاء العالم، معرجاً على تاريخ تجاوزات المليشيات الحوثية بحق العمل الإنساني في بلاده، مبيناً أن الأزمة الإنسانية في اليمن نتجت بسبب الانقلاب العسكري الحوثي على الشرعية، موضحاً أن تلك المليشيات لا تقبل الحلول السلمية السياسية وتنتهك كل المبادئ الإنسانية وتقوم بقتل والتنكيل بأبناء الشعب اليمني.

وتحدث نائب وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور سمير الشيباني عن التجاوزات الحوثية الجسيمة بحق العمل الإنساني في اليمن، داعياً المجتمع الدولي وخصوصا الاتحاد الأوروبي إلى الوقوف بحزم تجاه هذه الانتهاكات.

وثمنت رئيسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشيوخ الإيطالي ستيفانيا كراكسي، دور المملكة العربية السعودية الرئيسي في الاستقرار بالمنطقة، منوهةً بالدور الإنساني للمملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، مبينة أن عقد مثل هذه الندوات يساعد في تعزيز الاستقرار والأمن وإيضاح الجهود السعودية للعالم.

وبيّن كبير موظفي برنامج الأغذية العالمي ريحان أسد أن العمل الإنساني في اليمن يواجه تحديات صعبة، والاحتياج الإنساني كبير، مثمناً دعم المملكة والدول المانحة لتخفيف معاناة المحتاجين، مبيناً أن التجاوزات بحق العمل الإنساني غير مقبولة وأن برنامج الأغذية العالمي سيفضح كل تلك التجاوزات التي تمت من قبل المليشيات الحوثية.

بعدها أجاب المشاركون في الندوة على تساؤلات الإعلاميين وممثلي المنظمات الإنسانية الدولية.

من جهة أخرى، التقى الدكتور عبدالله الربيعة على هامش الندوة و وزير الإدارة المحلية اليمني ونائب وزير حقوق الإنسان اليمني بحضور ممثلي سفارة خادم الحرمين الشريفين مع قيادات برنامج الأغذية العالمي، حيث جرى التباحث حول أوجه التعاون ودعم العمل الإنساني بما يحق الأمن والاستقرار لليمن ورفع معاناته الإنسانية.