-A +A
أ ب (أديس أبابا)
حذر رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد من أنه إذا كانت هناك حاجة إلى خوض حرب حول سد النهضة المتنازع عليه مع مصر، فإن بلاده مستعدة لحشد مليون شخص، إلا أنه اعتبر أن المفاوضات السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية.

وقال آبي خلال جلسة استجواب أمام البرلمان أمس (الثلاثاء): «يتحدث البعض عن استخدام القوة من جانب مصر، يجب أن نؤكد أنه لا توجد قوة يمكنها منع إثيوبيا من بناء السد، إذا كانت ثمة حاجة لخوض حرب فيمكننا حشد الملايين، إذا تسنى للبعض إطلاق صاروخ، فيمكن لآخرين استخدام قنابل. لكن هذا ليس في صالح أي منا». وشدد على أن بلاده عازمة على استكمال مشروع السد، الذي بدأه زعماء سابقون «لأنه مشروع ممتاز» -على حد قوله.


في غضون ذلك، توقع مستشار وزير الري المصري السابق الدكتور ضياء الدين القوصي أن يؤدي لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على هامش القمة الأفريقية - الروسية في موسكو، إلى حلحلة أزمة سد النهضة. ولفت في تصريح إلى «عكاظ» إلى أن القاهرة تبذل مساعي حثيثة للخروج من التعثر الذي تمر به مسارات التفاوض منذ 8 سنوات.

وحذر القوصي، وهو خبير في المياه، من أنه في حال عدم وجود حلول للأزمة فإن الآثار ستكون سلبية وخطيرة على مصر، لافتا إلى أن السيسي ألمح من قبل إلى إمكانية وجود وسيط دولي، متوقعاً أن يكون الوسيط فرنسا، كون المكاتب الهندسية التي تولت الإنشاءات الأولية للسد كانت فرنسية وعلى اطلاع بالأوضاع، وتستطيع توفير التقارير اللازمة حول تقييم الوضع الحالي.

ورجح أن تكون قمة روسيا محطة مهمة من ضمن المحطات الخاصة بالتفاوض بين القاهرة وأديس أبابا في إطار محاولات عدم وصول الأزمة إلى حافة الهاوية. وأوضح أن الحكومة المصرية دخلت في معركة مفاوضات مطولة مع الجانب الإثيوبي خلال السنوات الماضية، حرصت خلالها على طرح مختلف المقترحات والأفكار لحل الأزمة، وتعاملت بجدية وموضوعية خلال مراحل التفاوض.

وجدد القوصي التأكيد على أن القاهرة لا تزال متمسكة بالتحرك في الإطار السياسي والقانوني، وأنها ستظل على قناعة كاملة بأن مسألة المياه بالنسبة لها قضية حياة ووجود، لافتاً إلى أنها ستلجأ إلى مجلس الأمن الدولي والمجلس الاجتماعي والاقتصادي في الاتحاد الأفريقي، ومحكمة العدل الأفريقية، لحل تلك الأزمة حال فشل الجهود والمحاولات الراهنة خلال الأيام القادمة.

من جهة اخرى، قبضت الأجهزة الأمنية المصرية على 22 عنصراً إرهابياً ينتمون لجماعة الإخوان، خططوا لإثارة الفوضى والقلاقل، بالتزامن مع استئناف الجلسة الثانية يوم 27 أكتوبر الجاري، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«شهيد الشهامة»، المتهم فيها طالب يدعى محمد راجح و3 آخرون، لارتكابهم جناية قتل محمود البنا يوم 9 أكتوبر الماضي بمحافظة المنوفية شمال القاهرة. بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها أمس (الثلاثاء) .

من جهته، اتهم الباحث في شؤون الحركات الإسلامية سامح عيد «الإخوان» بمحاولة ركوب الموجه بهدف العودة مرة أخرى إلى الساحة، مؤكدا أن «قضية البنا» جنائية وأجهزة الأمن قبضت على الجناة وأحالتهم إلى محاكمة عاجلة. وحذر من أن «الإخوان» تبنوا الكثير من المحاولات لتأليب الرأي العام وإشعال وإثارة الفتنة في مصر.