-A +A
أحمد عوض
قبل أيّام أهدتني شابّة سعودية باكورة إنتاجها الأدبي، كتاب (انتقام بشرف)، كتاب يُمثل الخطوة الأولى للكاتبة (مها عبدالله) في عالم النشر، قدّمت لها الشكر، وبدأت أقرأ، كنت أتوقع قراءة شيء عادي، شيء يُكرر ما كُتِبَ سابقاً، ما أدهشني أن الكتاب كان يتحدث عن الحرب التي كانت تخوضها شابة سعودية تحيا في مُجتمع استسلم للصحوة !

تحدثت باستفاضة عن تلك الحقبة وحجم الأشياء المُرعبة التي واجهتها كامرأة..


كانت بطلة القصّة تقاوم رغبات الانتقام التي كانت تدفعها للتحوّل لوحش وتنزع منها إنسانيتها، كانت تتحدث عن الخوف، اليأس، العذاب، الرغبة بالانتقام، وأشياء أكثر..

لقد تحدثت عن الأشياء التي كانت بعيدة جداً عن مسامعنا ولم نكن نعتقد وجودها في مجتمعنا..

المُقدمة بحد ذاتها كانت قصة إبداع أُخرى..

(كفردٍ يعيش في مجتمع يحمل الجميل والقبيح، به الخير والشر، فرد يحاول أنْ يبحث عن ذاته، يصطدم بما لا يستطيع فهمه، يُجبر على ما لا يقبله، ويُضطهد إن اختلف عنهم، ومن خلال قراءتي لم أجد أحداً يتكلم عن مشكلات مجتمعنا الحقيقية بشكل واضح وصريح، لم أرَ مَن يعالج منطلقاتنا المشوهة بشكل موضوعيّ وحياديّ، ولا أعلم عن أحدٍ سبق له أنْ واجه الجانب المظلم من مجتمعنا، قررت أنْ أتكلم بكل وضوح وشفافية عن العبث الذي يحدث من حولنا، والذي نشأ بسبب مفاهيم مغلوطة، ومصطلحات تم إعادة تعريفها لغاية، لا بأس في أنْ يستفزك الطرح أو أنْ تشيطن كاتبه؛ لأنَّ المختلفين في أمرٍ أراهم كالمتخاصمين، إنْ دافعتَ عن فعل أحدهم.. فستكون محامي الشيطان في عين الآخر).

وزارة الثقافة ممثلة في قطاع الأدب والنشر دورها دعم مبادرات الشباب، تبني ما تم طرحه، فتح باب الندوات الثقافية ليستعرض المؤلف/‏ة كتابه أمام الجمهور، الأندية الأدبية لا أعلم هل ما زالت تعمل أم لا، كل الذي أعرفه عنها في المرحلة السابقة أنها كانت معقل الشللية، أتمنى أن لا يكون لها دور الآن، ثقتي في وزير الثقافة كبيرة جداً ولا حدود لها في أن يتبنى اقتراح دعم الشباب والشابات من ناحية الندوات لكي يرى السعوديون إنتاج أبناءهم مباشرة دون الاعتماد على تسويق معارض الكتب..

أخيراً..

قد تكون المرة الأولى التي أتحدث فيها عن كتاب، لكنها أمانة أدبية أحببت أن أُشارك الجميع قراءتي لها، أحببت أن يكون الكتاب الأول لهذه الشابة السعودية في متناول الجميع ليعرف الجميع حجم الخوف الذي أزاحه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن كاهل المرأة السعودية.

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com