غلاف الكتاب.
غلاف الكتاب.
-A +A
«عكاظ» (القاهرة) Okaz_Culture@
صدر حديثاً عن مكتبة الآداب الجزء الأول من كتاب «نزار قباني شاعر الغزل» للدكتورة عزة أبو النجاة أستاذة الأدب والنقد الحديث بكلية البنات بجامعة عين شمس.

وموضوع الكتاب عن شاعر ملأ الدنيا وشغل الناس بشعره الغزلي والسياسي معاً، فكما كان نزار مثيراً للجدل فيما كتب من غزل يهتم بالمرأة، جسداً، وثوباً، ووجداناً، وقضية اجتماعية، فقد أثار الجدل أيضاً بشعره السياسي الذي خلق له الأعداء والمبغضين من مختلف طبقات المثقفين.


واهتم الكتاب بالشاعر الذي لم يدع عقداً أو قرطاً أو جورباً في «جوارير حبيبته» إلا وصفه وخلع عليه من روحه وموهبته الكثير، واتجه البحث إلى معرفة موقف نزار من «المحكاة» المشروعة التي تعنى بالتماثل الشكلي الذي عيب على القدماء وبين «التخييل» الذي يوجد علاقات جديدة بين الأشياء لا تعرفها العلاقات الطبيعية، فالوردة التي تعرش على غصنها الموجود في فرع جذوره في الأرض تعرش عند نزار على الهدب، والحديقة المنبسطة في الأرض تورق تحت معطف الشاعر، والقصة تدور عادة بين شخصين، لكنها عند نزار تدور بين وردة وسوسنة، ونحن نزرع الأرض ولكن نزار يزرع «الشمس سيوفاً مؤمنة».

كما اهتم الكتاب أيضاً بسؤال ملح: هل نزار قباني هو ذلك الشاعر الرومانسي حقاً؟ أم البرناسي الذي يتمتع بنزعة مادية في نظرته إلى المرأة؟

كتب نزار الشعر من أجل الشعر فجوده وجمله، ولتقريب جمالياته اعتمد على أمرين هما: استخدام لغة الحياة اليومية التي قربت الشعر إلى الجمهور العربي، وتوفير قدر هائل من رشاقة النغم وحسن الإيقاع. ونالت قضايا المرأة الكثير من الجهد في هذا الكتاب الذي بيّن كيف تغير مفهوم نزار للشعر فأصبح «مسؤولية» لا نزهة على شاطئ نهر، بعد أن كان في رأيه وردة يشم عطرها، وفراشة يستمتع بجمالها، فكتب في عدد غير قليل من القضايا الشائكة المسكوت عنها في الفترة التي يهتم بها الكتاب.