القايدي 11
القايدي 11
-A +A
بكر صالح القايدي hani4416@hotmail.com
منذ زمن ليس ببعيد، نبهت الدول المتقدمة ومسؤولو التخطيط فيها إلى أهمية عدم تفريغ القرى والهجر من سكانها، بتوفير الخدمات العامة ومشاريع البنية التحتية فيها، حتى لا يضطر السكان إلى الهجرة منها إلى المدن، ما يفاقم التكدس فيها ويضغط على الخدمات، ومن الواضح أن نسبة كبيرة من أبناء الوطن ولدوا ونشأوا وترعرعوا في القرى، قبل أن تخرجهم الوظيفة من قراهم إلى المدن، والإنسان يحنّ دائماً إلى قريته ويحرص على العودة إليها في زيارات سريعة أيام الأعياد والمناسبات للاطمئنان على ما يتبقى من الأمل بها، وبكل أسف غالبية القرى والهجر لا يسكنها إلا القليل ممن منعتهم الظروف من مغادرتها أو أصر على البقاء فيها، رغم حاجة الوطن إلى استثمار كل شبر من أرضه لاستخراج كنوز الأرض ورعاية المزارع بسواعد أبنائها، وأعني في منتهى البساطة التضحية المتوازنة، والأمثلة كثيرة، نبدأ بالمدارس وأحلام المواطنين من العلم وافتتاح الدوائر الحكومية بكل أنواعها وشق الطرق وتوسيع النطاق العمراني حتى لا تستمر معاناة المواطن بين هذا وذاك دون جدوى، مع القوانين والنظم المتعلقة بحياة الناس وأملاكهم، وتوفير فرص العمل لشباب القرية فلا يفكر في مغادرتها وفتح بيوت جديدة لهم عن طريق الإسكان واعتماد وزارة الزراعة بكل ما تحتاجه القرى لإنتاجها ومطلوب من الشؤون البلدية والقروية الاهتمام بأراضي المواطنين المملوكة من أب وجد وتحديدها، ثم إثبات المحاكم وتشجيع التطوير العمراني بالبنية التحتية وعلى سبيل المثال فإن منطقة ينبع النخل بها أكثر من 50 قرية متشابكة ولأن الشباب عدة الأمة وتماشياً مع النهضة الرياضية الكبرى التي تشهدها المملكة ينبغي على رعاية الشباب التنسيق مع الإمارة والبلديات لإقامة المنشأة الرياضية لقتل فراغ الشباب وتنظيم المنشآت الرياضية والثقافية لهم، فقرانا تحتضن كنوزاً لم تكتشف حتى الآن.