عسيري
عسيري
-A +A
إبراهيم عسيري ib_asyri@
هذا ما حدث أخيراً من خلال الهجوم غير المبرر، الذي لا يمكن وصفه بغير عنوان واحد «البربرية التركية تغتال استقرار سورية» في مشهد دموي أبكى العالم الباحث عن السلام والعودة إلى طاولة الحوار، وإيجاد مخرج للأزمة السورية التي قاربت ثماني سنوات، ولاتزال تعيش في حالة من التوقف الزمني عند أول نقطة انطلقت منها الأزمة لتبقى في حالة من الركود والتعقيد، نظراً لذلك الوضع المتأزم على أرض الواقع المرير الذي يعيشه الشعب السوري الذي لم يكن ينقصه ذلك الهجوم البربري وبلا رحمة من أردوغان الشر الذي ظهر بمظهره الحقيقي، بعد أن ظل فترة يخفيه خلف تصريحات براقة، وخطب عصماء، ممزوجة بعبارات حماسية، تدعي حمله هموم الأمة الإسلامية، وواصل تصريحاته بأهمية العالم الإسلامي بالنسبة لتركية، وأنه سيتصدى لكل عمل عدائي تجاه الشعب السوري، كل تلك العبارات البراقة لم تكن سوى وسيلة لجذب الإنسان المسلم لصفه وإيهام الشعوب الإسلامية بأن تركيا ستكون المدافع الأولى عن القضايا الإسلامية، بينما كشفت الحقائق أنه لم يكن سوى يبيع الوهم «لحاجة في نفس مخادع»!

انتظر ساعة الصفر التي كان يخطط لها لينقض على الأكراد الذين لم يكونوا سوى أطفال ونساء عزل لا يملكون قوت يومهم، فما بالك بأسلحة تقاوم ترسانة الدمار التركية التي لم تتورع في توجيه رصاصها الخائن إلى صدور أولئك العزل في مشهد كان مروعاً للعالم وبشكل نستطيع أن نقول عنه «القتل بدم بارد» ما أثار حفيظة دول العالم أجمع، وجعل الرأي العام العالمي في حالة اتفاق شبه تام على ضرورة إيقاف البربرية التركية التي لم يكن الغرض منها سوى إعادة الإرهاب مرة أخرى إلى الأراضي السورية، وبشكل أبشع، وإنعاشه بكل الأساليب والأشكال المتاحة خصوصاً أن «تركيا تعتبر خبيرة في احتضان الإرهابيين»؛ لأنها وبكل بساطة هي الراعي الأول للإرهاب ورموزه، إذ يستضافون في تركيا ومدهم بكل صنوف الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي والإعلامي، حيث تفتح لهم شتى وسائل الإعلام فقط لإيصال شرارة التخريب إلى بلدان تعيش في حالة استقرار لا يروق لأردوغان الشر الذي لا يزال يعيش في حلم أطماعه في دول العالم الإسلامي وخصوصاً العربية منها، وهذا ما يجعله يتصرف بهذه الرعونة والجنون الذي أخذه إلى نهاية الطريق مبكراً، وجعل تركيا في مهب ريح العزلة عن الدول الإسلامية ناهيك عن العقوبات الاقتصادية التي قريبا ستشل الاقتصاد التركي وتجعله في حالة أزمة سيطول أمدها، وذلك قد يكون أقل ما تستحقه سياسة أردوغان التوسعية ونزواته الشيطانية.