-A +A
ريهام زامكه
تحذير صحي:

(هذا المقال 100% سبب رئيسي لأمراض القلب والشرايين والرئة والكبد والطُحال والبنكرياس)!


الزبائن الكرام، عفواً أقصد القراء الكرام، أكتب لكم الآن من أحد مطاعم جدة الشهيرة والخاوي على عروشه، وطاولاته، وكراسيه، وأراقيله، وزبائنه أيضاً.

ومن باب العلم بالشيء حتى لو كان الأمر لا يعنيكم في شيء، قد طلبت قارورة ماء صغيرة بخمسة عشر ريالاً لأبل بها ريقي وأكمل كتابة هذا المقال على خير.

ثم تنفست الصعداء بعدما شاهدت أمامي لوحة تعيسة قرأتها مرات عدة قبل أن (أتنيل) وأتدبس وأجلس، مكتوب عليها إعلان يطمئن الزوار ويفيد بأنه قد تم إيقاف تقديم الشيشة بعد قرار ضريبة التبغ الـ 100% حتى إشعارٍ آخر.

وليطمئن قلبي (وجيبي) معاً ناديت على (الويتر) وسألته عن مصداقية هذا الإعلان فقال لي: صحيح يا (مدموزيل) ما عندنا شيشة ولا زبائن أبشرك.

فبعد القرار الكارثي بفرض الضريبة على التبغ، وصانعه، وبائعه، وشاربه، وغير متعاطيه، أصبحت معظم المحلات فارغة تماماً من البشر، وأخشى ما أخشاه أن يرتاد (سواح وماشي في البلاد) أحد تلك الأماكن ويبحث عنّا فلا يجدنا لننقل له ثقافاتنا وعاداتنا وحُسن استقبالنا وكرم ضيافاتنا.

ما هكذا تحدون من ظاهرة التدخين يا مسؤولي وزارة الشؤون البلدية والقروية، وإن ارتفعت قيمة التبغ فهذا ليس حلاً للحد من استهلاكه، ولربما بحث المراهقون عن ما هو ألعن من ذلك، لأن ظاهرة التدخين من عدمه سوف تبقى رهناً لوعي الإنسان أو (هبله).

فكل شخص أبخص بصحته، ومزاجه، وقضائه لوقت فراغه بالطريقة التي يحب، لكن أن تفرض تلك الرسوم بهذه القيمة المبالغ فيها فلا بد من معالجة الأمر وتداركه وتصحيحه للمصلحة العامة ولاسيما وأننا نستقبل الآن الزوار من جميع أنحاء العالم.

اقترح عليكم إلزام المحلات والمطاعم بفصل أماكن التدخين عن غير المدخنين (بسكشنات) خاصة وإجبارهم على ذلك، واستثناء (غير المدخنين) المغلوب على أمرهم من دفع ضريبة التبغ (وتدبيسهم) فيها، مع إعادة النظر أيضاً في قيمة الرسوم غير المنطقية والمُبالغ فيها والمقدرة بـ 100% من إجمالي الفاتورة!

أرى في هذا القرار ظلماً كبيراً على المستثمر والمستهلك، وفي ظل غلاء الأسعار الذي نشهده من قبل الكثير من المطاعم والكافيهات كان من باب أولى أن تتم المراقبة والمحاسبة أولاً على جميع المحلات التي تقدم المأكولات والمشروبات وتبالغ جداً في الأسعار، مثل أن تُباع (علبة سڤن آب) بقيمة 12 ريالاً، وقارورة ماء صغيرة بقيمة كرتون، وطبق حمص دون (عيش) بقيمة 38 ريالاً !

وإنني بهذا المقال لا أدافع عن أصحاب (الكيف) لأني منهم حاشا لله، فأنا لا أتعاطى الشيشة ولا أحب حتى ريحتها.

لكني أشارك برأيي وأدلو (بشيشتي) عفواً بدلوي عل وعسى أن يتغير في الأمر شيء كوني أحد الزبائن المستائين الذين هجروا المطاعم والكافيهات وغنوا لها: (أغداً ألقاك).

ملحوظة:

لا أتعاطى الشيشة، وأتمنى من كل من يعرفني ألاّ يعرفني إذا قرأ هذا المقال (المُلغم) برائحة العنب والتوت الفاخر.

يا رب سامحني.

* كاتبة سعودية