سالم مروان على السرير الأبيض.
سالم مروان على السرير الأبيض.




 سالم مروان محاطا بالنجمين محمد عبدالجواد وسعيد العويران، والزميل حسين الشريف.
سالم مروان محاطا بالنجمين محمد عبدالجواد وسعيد العويران، والزميل حسين الشريف.
-A +A
حاوره: حسين الشريف
ما إن يُسرد تاريخ الحراسة في كرة القدم السعودية، إلا وتتداعى سيرة حارس النصر الأسطوري ونجمه العملاق سالم مروان، الذي لا ينفك عشاق ناديه في الحديث عن تألقه وعملقته وحضوره النوعي طيلة ذوده عن عرين فريقهم، لاسيما في أكثر المواجهات تعقيداً أمام المنافس التقليدي. سالم عبدالرحمن الذي عرفه الرياضيون بـ«مروان»، ولد عام 1378هـ في العاصمة الرياض، وشق مشواره الرياضي في النادي بدايةً من أواخر الثمانينات الهجرية حين بدأ تمثيل الفريق لأول مرة عام 1392هـ في مباراة مع القادسية السعودي، ولمع نجمه شيئاً فشيئاً ولن ينسى له النصراويون ما فعله عام 1410هـ حينما قاد فريقهم الأول إلى نهائي كأس الملك، بعد أن ذاد عن مرمى فارس نجد بوقفته الشهيرة المعروفة بـ«الأسد» أمام الاتحاد وتصدى لضربتي جزاء وقاد الفريق لتحقيق اللقب. لكن واقع الحال كتب نهاية مؤلمة لهذا النجم العملاق، وشاءت الأقدار أن تضع حداً لمشواره الرياضي بعد أن تعرض لحادث مروري أصابه بالشلل فغادر الساحة الرياضية قسرياً، ومن باب يرى كثيرون أنه لم يكن لائقاً به وبمكانته وبما حققه، أجبره على البقاء أسيراً لسريره الأبيض في مستشفى النقاهة في الرياض متأثراً بالشلل الرباعي بعد أن قضى في مستشفى العزل بالطائف أكثر من عشرة أعوام.

«عكاظ» التقت سالم مروان وقلبت معه صفحات الماضي بحلاوته ومرارته، واسترجعت معه أجمل الذكريات ومحطاته الرياضية، بحضور عملاقي الكرة الخليجية محمد عبدالجواد وسعيد العويران، اللذين زارا مروان في غرفته وتجاذبا معه أطراف الحديث عن الذكريات والزمن الجميل.


حيث تحدث عن قصته مع محمد عبدالجواد وعن غياب رفيقي دربه ماجد عبدالله وصالح النعيمة، كما تحدث عن علاقة النصراويين معه وذلك في السطور التالية:

وقفات الرفاق

يقول مروان: «أشكر كل من سأل عني بزيارة أو اتصال، أطمئن جمهوري ورفاقي بأنني بخير وفي تحسن».

وأضاف: «عشت كغيري من النجوم أياماً حلوة ومرة خلال مسيرتي الرياضي وبعدها، لكن الأجمل في كل ذلك محبة الناس ووفاء جمهوري لي ومساندتهم ودعمهم، وكذلك وقفات الرفاق وبينهم عبدالجواد والعويران اللذان تربطني بهما علاقة متينة وذكريات كثيرة، لا تختزل في حديث عابر أو مقابلة صحفية، فهما نموذجان للوفاء والصداقة الحقيقية».

واسترجع ذكرياته مع النجمين قائلاً: «لن أنسى التحدي القديم مع عبدالجواد وأتذكر ضربة الجزاء التي تصديت لها في مباراة فريقه الأهلي ضد النصر، وكيف كان مذهولاً من الحركة التي وقفت بها في المرمى واشتهرت بها، ورفقتي معه في مباريات المنتخب السعودي أمام العراق والكويت في أولمبياد آسيا، التي وصل فيها المنتخب الى المباراة النهائية وحسمت بركلات الترجيح وتصديت لأكثر من ركلة لنجوم عمالقة بينهم أحمد راضي العراقي ومؤيد الحداد، ولن أنسى رفاقنا في تلك الحقبة توفيق المقرن ومحمد العبدلي وسعد السدحان وهاشم سرور وغيرهم من النجوم السابقين».

وتابع: «هناك نجوم أوفياء لا ينقطعون عن زيارتي، يتواصل معي محمد عبدالجواد ويحرص على زيارتي كلما سمحت الظروف وتواجد في الرياض، وسعيد العويران وهو بالمناسبة من أكثر النجوم زيارة لي، ولن أنسى سعد السدحان ومحيسن الجمعان وتوفيق المقرن، وكذلك سلطان بن نصيب يتواصل دائماً معي عبر الجوال بشكل متكرر، وعامر السلهام الذي أحتفظ له بمواقف بيضاء وله كل الشكر».

جحود مؤثر

سألناه عن قطبي أساطير الكرة السعودية ماجد عبدالله وصالح النعيمة، فأجاب: «حقيقة لم يزوراني، ولعل لكل منهما عذره الذي يشغله، ولست ممن يحب العتب على أحد أو يجيده».

وحول وفاء النصراويين معه، أجاب: «لا تسألني عن الإدارة ولا عن اللاعبين ولا عن الإعلام النصراوي، اسألني عن الجمهور وهو المهم فهو العمود الأساسي الذي يقف عليه النادي، وللأمانة جمهور النصر كان وفياً ولم يقصر، أما اللاعبون والإدارات فلا تسألني عنهم لأنهم لم يسألوا عني».

لحظات للتاريخ

واستعاد مروان اللحظات الجميلة مع أصفر العاصمة فقال: «من أروع المباريات التي أحتفظ بها في ذاكرتي مباراة النصر والاتحاد في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الملك التي فاز فيها النصر بركلات الترجيح، وتصديت لضربتين لكل من عبدالله فوال ومحمد فريج رحمه الله، وصعد النصر وفاز بالكأس أمام التعاون بهدفين في موسم 1410هـ».

شغف بالنصر

وزاد حول متابعته مباريات الدوري: «أتابع مباريات النصر، وهذا الموسم يعجبني الفريق ووضعه أكثر من ممتاز، لديه لاعبون مميزون هم الأفضل في الدوري، ويعاني بعض الخلل في الفريق كمنظومة متكاملة ولا يستطيع أن يعطي بصورة ثابتة وواضحة، لكن لو عملنا مقارنة بينه وبين الهلال لوجدنا النصر أفضل من حيث الأفراد والهلال أفضل من خلال الشكل الجماعي».

الحراسة الأجنبية.. سلبية

وحول مستوى حراس المرمى في الدوري السعودي، يرى أن وجود الحارس الأجنبي حد كثيراً من بروز الحارس المحلي، مضيفاً: «السماح بمشاركة عدد كبير من اللاعبين الأجانب سيضر باللعبة ولاسيما حارس المرمى، لأن وجود الحراس الأجانب سيأخذ الفرصة من الآخرين، لهذا لا نجد بديلاً قوياً ومتمكناً للحارس العويس في المنتخب، وأتوقع أن يكون هناك شح في حراسة المرمى كما هو الحال في المهاجمين».

وأبدى إعجابه بحارس الهلال السابق علي الحبسي، وثنائي الأهلي «محمد العويس، ياسر المسيليم»، مشيراً إلى أنهما الأفضل ولكن السياسة المتبعة من قبل مدرب الأهلي التي تعتمد على حارس واحد قتلت المنافسة بينهما، بينما كان في السابق عندما يكون لديك حارسان مميزان -كما كان الحال في النصر لوجودي مع مبروك التركي رحمه الله- كان المدرب يشعل المنافسة بالمشاركة بالتناوب، وكذلك كان الحال في الأهلي عندما كان لديه حارسان مميزان محمد المترو وسمير سليماني، كانا يشاركان بالتناوب، لذا آمل منح المسيليم الفرصة حتى يسعى كل منهما لإثبات الوجود والمستفيد منهما المنتخب.