-A +A
إنصاف عودة عواد الحربي
قال تعالى في فضل من نال شرف العلم: «يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير» [المجادلة: 11]

آية كريمة تبين مكانة العلم والعلماء، فالعلم نور يضيء طريق الضالين، ومفتاح ما استغلق على الإنسان لعمارة الأرض من دروب الخير والفلاح، فهو وسام شرف وتقدير ينطق به حال كل فرد من أبناء هذا الوطن الغالي، يُهدى لكل من علمنا وعلمناه، يمتد بامتداد السنوات التي ينتظر فيها المعلم جني الثمار، والأماكن العدة التي يشارك فيها بالعطاء، ومهامه الجمة التي تعددت بها الأدوار، ما إن ينتهي عام حتى يسلم أمانته إلى من يشاركه في البناء، سلسلة تتصل حلقاتها وتترابط بجهود البذل والتفاني والعطاء، لتظهر فيها مهارة الصانع وجودة الأداء. هذا هو المعلم، نسلمه فلذات الأكباد عقلا وقلبا وجسدا، نحمّله أمانة الوطن ومستقبله، عليه تقع مسؤولية البناء والتطور وما تعيشه الأوطان من ازدهار وتقدم وأمن وأمان وعيش رغيد، بالمعلم قامت الحضارات وبجهوده سادت الأمم، به كان الاختلاف ومنه صار الائتلاف، اختلاف التميز والتفرد والإنجاز على جميع المستويات، وائتلاف المجتمع حول قيمه ومبادئه وأصالته وحفظ أمجاده والتغني بمفاخره.


ومن ثوابت هذه القناعات نهض التعليم وجعل من أهم أهدافه (تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته، ويشعر بمسؤوليته لخدمة بلاده والدفاع عنها، مع تأكيد كرامة الفرد وتوفير الفرص المناسبة لتنمية قدراته حتى يستطيع المساهمة في نهضة الأمة) وذلك منذ ظهور أول نظام للتعليم بإنشاء مديرية المعارف عام 1344هـ التي كانت بمثابة إرساء حجر الأساس لنظام التعليم.

وأكدت رؤية ٢٠٣٠ على هذه المضامين، وبرز التعليم باعتباره الركيزة الأولى لتحقيق الأهداف التي يتطلع إليها الوطن في أبنائه فكثف الاهتمام بالمعلم وطرحت الأبحاث والدراسات ووضعت البرامج والأنشطة والمبادرات حتى كان الحراك على اختلاف القنوات، كل ذلك لتأهيل المعلم سعيا لجودة الأداء وإيمانا بالدور العظيم الذي يؤديه وبقدرته على دفع عجلة التنمية إلى الأمام، وتعزيزاً لمكانة المعلمين واعترافاً بفضلهم وتقديراً لجهودهم وإيماناً بسمو رسالتهم، إضافة إلى دور مهنة التعليم المؤثر والريادي في قيادة المجتمعات وتوجيه الثقافات وبناء الشخصيات. يحتفي الجميع بالمعلم في يومه العالمي الذي يتزامن مع الخامس من أكتوبر بشعار «المعلمون الشباب مستقبل مهنة التعليم»، فالمعلمون هم قادة التغيير القادرون على توجيه الأمة، لذا استحقوا شرف العلم، شكرًا لصناع النجاح، شكرًا لمن اقتنع بأنه لا وجود للمستحيل أمام مفاتيح العلم.

ensaf100@hotmail.com