اللماد
اللماد
-A +A
بخيت اللّمّاد
رحل عبدالله بن يحيى الزهراني عن عمر ناهز 100 عام، قضى أغلبها في نشر العلم والمعرفة والتدريس، إذ كان من أوائل من حصل على الشهادات العلمية في منطقة الباحة، وأسهم في تخريج كثير من الأجيال التي تدين له بالفضل، وأمام رحيله المؤلم لم أجد سوى رثائه بهذه الأبيات.

جلّ المصابُ بفقدِ عالمِنا الوقورُ الغالي


واستوحشت لفراقه القممِ العوالي

واهتز ركنُ الصبرِ عند محافلٍ

ومنابرٍ لبست به حُللَ الجمالِ

وبكاه طُلابُ السماحةِ والنّهى

وبكاه جمهورُ التراحمِ والوصالِ

وعز علي أبا المكارم أن تُرى

مستلقيًا بين الصفوفِ وأنت غالي

وأنت من شهدت بثاقب فكره

وجهاده في العلمِ أفذاذ الرجالِ

قد كنتَ في دنياك تملأ عالمًا

بالفكر والتنوير والسحرِ الحلالِ

حملوكَ في نعشِ المروءةِ والنهى

وتذكروا طيب المناقبِ والخلالِ

يا رائد الفكرِ المُحلقِ في العُلا

أمضيتَ عمركَ في الكرامة والمجالِ

فليشهد التاريخُ ما قدمته

نُبلًا وما أبقيتَ من عذبٍ زلالِ

يا قومُ إن عظمَ المصابُ فإنما

هذي الحياةُ تسيرُ في دربِ الزوالِ

والناسُ تمضي في هدى أقدارها

وتشد ما زرعت إلى ذاك المآليِ

فتزودوا من كل خيرٍ بِلغةً

واستوثقوا بالله في طلب المعالي

وعليك يا «علم الهدى» مُزنٌ

تَصُبُّ من المهيمنِ ذي الجلالِ

وعزاؤنا غر المحاسنِ لم تزل

تؤتي ثمارًا في الجوابِ وفي السؤالِ

فإذا سبقت إلى المنيةِ قبلنا

فلقد سبقتَ ونلتَ أوسمةَ النضالِ

&‏@bakheet_zahrani