-A +A
حمود أبو طالب
يبذل وزير التعليم نشاطاً كثيفاً لتوضيح رؤية الوزارة الجديدة وما تقوم به لإصلاح التعليم، فخلال فترة قصيرة وفي مدينة جدة فقط اجتمع مرتين بالإعلاميين والكتاب والمهتمين بمجال التعليم، وكانت المرة الأخيرة في استضافة صحيفة «عكاظ» التي نشرت يوم أمس ملخصاً لحوار ونقاش طويل مستفيض شاركت فيه مجموعة كبيرة من المدعوين، تحدث الوزير خلاله بصراحة وشفافية عن أبرز الخطوات لتطوير التعليم، خصوصاً التعليم العام.

هذه الوزارة استمرت مثقلة بأخطاء تعليمية وتنظيمية وإدارية وفكرية استعصت على كل محاولات انتشالها منها، ومن أهم أسباب هذا المأزق هو الوصاية التي أشار لها الوزير في حواره العكاظي، والأوصياء معروفون للجميع ولم يعد الحديث عنهم محظوراً ولا الإشارة اليهم ممنوعة كما كان في السابق، وقد تمكنت هذه الوصاية من تعطيل التطوير والتحديث لتبقى الوزارة رهينة الصقور الذين يديرونها من داخلها وخارجها وفق فكرهم الرافض بشراسة لأي تدخل إصلاحي.


من الأشياء الجميلة والشجاعة التي قالها الوزير في حواره أن التعليم سيبقى مؤسسة رسمية في عهدة الدولة ولا وصاية لأحد عليه، وأن الوزارة أمام جيل سيحاسبها على أي تقصير ولن يقبل أنصاف الحلول، وفي ذلك إشارة غير مباشرة إلى أن التعليم كان عملياً في عهدة خط فكري يعمد الى إخراجها من السياق العام لتوجهات وخطط واستراتيجيات الدولة، وذلك ما جعل بعض الوزراء الذين حاولوا اقتحام الخطوط الحمراء للأوصياء يكتوون بنارهم ويسقطون بسهام غدرهم وتآمرهم عليهم.

الآن تغير الحال وتبدلت الظروف، ولحسن حظ الوزارة أنها في عهدة وزير خبير متمرس وأكاديمي وإداري شجاع، بدأ في تطهيرها من الجيوب الضارة وإنعاشها بفريق عمل يتناغم مع رؤية وتطلعات الدولة والمجتمع لبدء مرحلة لا تتصالح مع الماضي ولا تهادنه ولا تخشى عرّابيه، لكنها ليست مهمة الوزارة وحدها إذا أريد لها النجاح، فنحن كمجتمع مسؤولون أيضا، ومطلوب منا الوقوف مع الوزارة لدعم ايجابياتها وتزويدها بالأفكار والملاحظات التي تساعدها على تنفيذ رؤيتها وبرامجها التطويرية.